============================================================
شرح الأنفاس الروحانية قال الجنيدقدس الله سره: "المشاهدة(1) ثلاثة: مشاهدة بالرب، ومشاهدة من الرب ومشاهدة الرب" يعني بالمشاهدة بالرب: مشاهدة اضطرار، يشاهد الله تعالى شاء أم أبى لا اختيار في له في مشاهدته، أما المشاهدة من الرب: مشاهدة اختيارية يشاهد الحق متى شاء بعونه، وتوفيقه، وهداته، وإقداره، وتمكينه إياه على ذلك بفضله وجوده، آما مشاهدة الرب: هى مشاهدة الرب، الرب عند الفناء وهذا مذهب المشايخ، ولا يسع شرح ذلك أكثر من ذلك ويشبه الحلول وهذا الكلام كمثله في المعرفة أيضيا يقال المعرفة ثلاثة معرفة بالرب، ومعرفة من الرب، و معرفة الرب أما المعرفة بالرب: معرفة اضطرارية يخلق الله تعالى في قليه معرفته جل وعلا فيعرفه بها ضرورة شاء آم آبى كمعرفة سائر المحسوسات، أما المعرفة من الرب فمعرفة اختيارية يعرف بالتظر، والاستدلال بعون الله وتوقيفه، وهدايته، واقداره وتمكينه، وآما معرفة الرب: هو معرفة الرب، وهذا على مذهب مشايخ الصوفية صحيح، فافهم وقال أيضا: "المشاهدة معاينة الشيء مع فقد ذاتك" يعني رؤية عند الفناء بهذا لمن لم يبلغ إلى عالم فناء الفناء.
قوله: لامعاينة الشيء" يعني معاينة الحق تعالى أراد بالشييء الحق خاصة؛ (1) المشاهدة: تطلق على رؤية الأشياء بدلائل التوحيد، فإن لكل شيء أحدية بها يمتاز عن غيره. وهي عين الدليل على أحدية الحق، وتطلق بازاء رؤية الحق في الأشياء، وذلك هو الوجه الذي له تعالى بحسب ظاهريته في كل شييءه ولما كانت رؤية الحق في الأشياء من أحل المشاهدات وأتمها، فإنها تعطي حقيقة اليقين من غير شك. ولذلك قال قدس سره: "وتطلق بازاء حقيقة اليقين من غير شك" هذا إن لم تكن المشاهدة في حضرة المثال، كالتجلي الإهي في الأجل لأهل العقائد المقيدة، حيث الإنكار حتى يتحول لهم في علامة يعرفونها فيقرون بها. والمتجلي في الحقيقة عين المنكور والمعروف، فهم ما أقروا إلا بالعلامة، لا به، فاقهم
Bogga 181