174

Sharh Anfas Ruhaniyya

Noocyada

============================================================

شرح الأنفاس الروحانية لاخوف القطع دائم" غير أن الجنيد أراد من كلامه أمرا زائدا وهو أن الخوف من "المكر أدوم من الخوف من القطع"، وأن الشبلي أراد بكلامه أمرا زائذا وهو أن الخوفين كليهما لقضياء الله تعالى قدره وارادته وحكمه.

وقال التوري: "الخوف من الوصل أشد من الخوف من المكر" وإنما أراد بالخوف من الوصل خوف وقوع سوء الأدب منه في الحضرة، وذاك من الآفات العظام كذلك الخوف من الدهشة، والصبعقة عند مشاهدة العظمة؛ فإن ذلك مهلك إلا الأقوياء وهذا خر موسى صعقا مع قوة النبوق، وربما يسوت المريد عند وقال ابن عطاء رحمه الله: "للكل خوف واحد وللبالغ ثلاثة: خوف مكر، وخوف وصل، وخوف قطع" يعني لكل منقطع غير سالك خوف واحد وهو خوف السلوك أنه لو سلك هل يطيق تحمل مشاق الطريق، أم لا؟ إذهو أجنبي لا يدري ما في الطريق من الآفات، والبالغ هو البالغ إلى باب المحبوب وقد قرب من الوصل فله خوف اللقاء، والدهشة عند الوصال، وخوف القطع والفراق بعد الوصال كما قال: وما في الدهر أشقى من فحب وان وجسد الهوى حلو المذاق راه باكتا في كل حين خافة فرقة أو لاشتياق والثالث: خوف المكر قبل الوصول وبعد الوصول يخافون ربهم من فوقهم ويفعلون ما يؤمرون} [النحل: 50] قال الجنيد -قدس الله سره: "المعرفة مكر الله" اعلم أن المعرفة عندهم درجة فوق الايمات وأن الايمان عن الغيب والمعرفة عن المشاهدة لكنها إذ هى منزلة في عالم الإحسان وهى عالم مشاهدة الحقيقة، ثم هى مكر عظيم في اصطلاحهم، بسبب أن أكثر ما يتوقف المريد هاهنا، ولا يصعد إلى

Bogga 174