155

Sharh Anfas Ruhaniyya

Noocyada

============================================================

شرح الأنفاس الروحانية ذلك الشييء، وإذا لاحظ الملاحظ فيقوى ذلك الشيء، لأن اللحظ من ريح الله تعالى ، والخطرة من تار الله تعالى، والإشارة من نور الله".

قوله: "إذا أشار الموحد فيكون كما أشار" وإنما كان كذلك لأن إشارة الموحد لا يكون منه، ولا كسب له فيه، ولا قصد، ولا إرادة له، ولا لغيره إلا الله تعالى، والله تعالى لا يخطى فيما يشير، فلا يكون إلا كما أشار وتطير تك الإشارة التي لا كسب للمخلوق فيها.

قوله: "أنا الحق"، وقول: "اسبحاني"، وقوله تعالى من الشجرة: إنني أنا الله لا إله إلا آنا فاغبذني [طه: 14] لا كسب للشجرة.

قوله: "وإذا خطر الحاظر يهلك ذلك الشييعه وقد أجمل الخطرة هنا؛ لأنه أراد بها الرغبة وهى توعان متنافيان، أحدهما رغبة إلى المقصود الذي هو فوقه، والأخرى رغبة عنه وفرار منه لما في المراقي من الكلف والمشاق، فأما الخطرة التي هى رغية عن الترقي في المراقي تبطل بها سيره السابق، ويهلك السلك الساري، كما قال الصادق : "إذا تنفس المتنفس يبطل أعمال الثقلين" وإتما أراد بذلك ما إذا تنفس رغبة عن الارتقاء لغلبة الكلف والمشاق عليه في المراقي والمدارج كذلك هذا أي خطر هو ذلك التنفس بعينه ولم يختلف إلا العبارة "وأما الخطرة التي هى رغية إلى المقصود الأعلى" فذلك هو نفسه أيضا من غليان الاشتياق إلى أعلى مع الانقطاع منها بسبب كثرة الحجب، والموانع، والآفات فذلك النفس يحرق هذه الحجب والموانع والآفات كلها حتى لا يبقى بينه وبين المقصود الأعلى حجاب، ولا مانع، كما قال الصادق: "إذا تنفس المتنفس بالذلة والافتقار يحرق كل حجاب بينه وبين العرش".

وقال الجنيد حرحمه الله: لانفس يخرج بالاضطرار يحرق الحجب والذتوب

Bogga 155