============================================================
شرح الأنفاس الروحانية أما قوله: "الخطرة كلام السر" يعني بالسر الروح الذي سميناه سرا، ورقيبا، وهو الهمة وهو نور في القلب متوجه إلى العالم الأعلى، والخطرة أسرع من اللحظ، وأسرع من لمحة البصر ولا يدركه إلا الأكياس من الأولياء؛ فإنما يسمى خطرة إذالم تبق لحظة وإن بقى ودام يضاف إليها نظر القلب، والعقل فلا تسمى خطرة ثم ذلك الخطرة يكون كلاما خفيا منظوما وربما يكون حرفا واحذا يفهم صاحبها منها كلاما طويلا كان يقول مثلا دج" يفهم صاحبها الجفة و الجحيم بما فيها جميعا وربما يفهم جميع الموجودات إن كانت الخطرة كلاما، وربما تكون صوتا، أو فرحة، أو حزتة، أو قبضة، أو فتحة، أو لمحة نور، أو ضربة ظلمة، أو نظرةه أو رؤية، وما أشبه ذلك بسرعة سريعة من لمحة يتخلف الصوفي بها عن مراقيه من عالم الحقيقة في ذلك اللحظ ألف ألف فرسخ، وأكثر ما يكون ذلك الخطرات تصرف صاحبها إلى الآخرة: أما قوله: "الإشارة كلام الخفى" فالخفي قد عرفنا من قبل ما هى الإشارة في اللغة إذا كان بالأطراف نحو اليد، والرأس، والعين، والحاجبين، في الايماء بهذه الأعضاء إلى غيرها، ومشاهد محسوس، وقد يكون الإشارة بالكلام وهى قوهم: هذا وذاك وبالحركة مخرجها، وإنما سمى تصرف الخفي إشارة لأن الخفي مجاور لعالم الحقيقة، والروحانيات، وليس في عالم الححقيقة ولكته شاهد عالم الحقيقة، إذ لا حائل، ولا واسطة بينه وبين أوليات عالم الحقيقة، وإشارتها يكون إلى ما يشاهد ثمة، ولا يكون للخفي إشارة إلى خلق قط أعنى إلى النفس، والقلب، والدنيا، والآخرة إلأ إشارة إلى السر بحكم عالم القدرة والصفات إذا أغفل السر عن الأعلى ينبهه على التوجه إلى الأعلى كأنه رسول من الحق إلى العبد، ثم السر بخبر بها العقل، والقلب، والنفس بيانه من الخفى، وكان السر رسول
Bogga 144