Sharh al-Wasiyya al-Kubra by Ibn Taymiyyah - Al-Rajhi

Abdul Aziz bin Abdullah Al Rajhi d. Unknown
112

Sharh al-Wasiyya al-Kubra by Ibn Taymiyyah - Al-Rajhi

شرح الوصية الكبرى لابن تيمية - الراجحي

Noocyada

فضل آل بيت رسول الله ﷺ ومن هم؟ قال المؤلف رحمه الله تعالى: [وكذلك آل بيت رسول الله ﷺ لهم من الحقوق ما يجب رعايتها، فإن الله جعل لهم حقًا في الخمس والفيء، وأمر بالصلاة عليهم مع الصلاة على رسول الله ﷺ فقال لنا: (قولوا: اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد، وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد)، وآل محمد: هم الذين حرمت عليهم الصدقة، هكذا قال الشافعي وأحمد بن حنبل وغيرهما من العلماء ﵏، فإن النبي ﷺ قال: (إن الصدقة لا تحل لمحمد ولا لآل محمد)، وقد قال الله تعالى في كتابه: ﴿إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا﴾ [الأحزاب:٣٣]، وحرّم الله عليهم الصدقة؛ لأنها أوساخ الناس، وقد قال بعض السلف: حب أبو بكر وعمر إيمان وبغضهما نفاق. وفي المسانيد والسنن: أن النبي ﷺ قال للعباس لما شكا إليه جفوة قوم له: (والذي نفسي بيده! لا يدخلون الجنة حتى يحبوكم من أجلي). ] يقول المؤلف ﵀: (وكذلك آل بيت رسول الله ﷺ لهم من الحقوق ما يجب رعايتها) ويطلق آل البيت على قرابة النبي ﷺ من جهة النسب، وهم: عمه العباس، وعلي بن أبي طالب، وفاطمة، والحسن والحسين، وزوجاته من أهله أيضًا، فكل هؤلاء يطلق عليهم اسم الآل، ويطلق آل النبي على أتباعه في الدين، وهذا هو الصواب، فيشمل القرابة وغيرهم، ولكن قد يطلق آله على قرابته انفرادًا إذا قيل: إن الصدقة تحرم على آل النبي ﷺ، وأما في الصلاة حين تقول: اللهم صل على محمد وآله، فالمراد به: أتباعه على دينه. ويقول المؤلف ﵀: (آل بيت النبي ﷺ يعني: قرابته، (لهم من الحقوق ما يجب رعايتها) فإن الله جعل لهم حقًا في الخمس والفيء، والفيء: ما يغنمه المسلمون من أموال الكفار بلا قتال. أما ما أخذ من أموالهم بعد القتال فيسمى: غنيمة، والفرق بين الغنيمة والفيء: أن الغنيمة: ما أخذ من أموال الكفار بعد القتال، والفيء: ما أخذ من أموال الكفار بدون قتال. فإذا قاتل المسلمون الكفار ومعهم النبي ﷺ وغنموا أموالهم فإن الأموال تجمع ثم تقسم أربعة أخماس على الغانمين، وينزع الخمس الخامس ثم يقسم خمسة أقسام، فخُمس لله وللرسول، وخمس لقرابة الرسول -وهم بنو هاشم وبنو المطلب- وخمس لليتامى، وخمس للمساكين، وخمس لابن السبيل، وهذا معنى قوله تعالى: ﴿وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ﴾ [الأنفال:٤١].

10 / 7