نسبة الأقوال إلى الفرق نسبة ترجع إلى الأعم والأغلب
السؤال
هل الأشاعرة يثبتون سبع صفات أو عشرين صفة، وهل هناك فرق بين المتقدمين والمتأخرين منهم؟
الجواب
هذه مسألة مهمة جدًا، وهي مسألة: نسبة الأقوال إلى الفرق، إذ إنها نسبة ترجع إلى الأعم والأغلب لا إلى أنهم كلهم يقولون، فإذا قلنا: أصول الجهمية كذا، فهذا يعني أن غالب الجهمية قالوا بذلك، وإذا قلنا: أصول الخوارج كذا، فهذا يعني أن غالب الخوارج يقولون بذلك وليس كلهم، وإذا قلنا: أصول المعتزلة خمسة، فلا يعني أن كل المعتزلة يتفقون على الخمسة، بل المعتزلة الأوائل إلى نهاية القرن الثالث لا يعرفون شيئًا اسمه: (الأصول خمسة)، حتى اخترعها لهم واحد منهم، فجمع ما يمكن أن يتشابهوا فيه فسماه: (الأصول الخمسة).
إذًا: فهذه أمور إجمالية لا يعني أنهم متفقون عليها كلهم، وكذلك عندما نقول: الأشاعرة يؤولون الصفات إلا سبعًا، فلا يعني أنهم كلهم كذلك، بل هذا ما عليه عامتهم ورءوسهم الكبار، مثل البغدادي والشهرستاني والجويني قبل رجوعه إلى السنة، وكذلك الرازي قبل رجوعه، والإيجي والآمدي والغزالي وغيرهم، فهؤلاء غالبهم يثبتون السبع ويؤولون الباقي، مع أن أعدادًا كبيرة منهم يثبتون أكثر من ذلك، فمنهم من يثبت ثماني صفات تبعًا للماتريدية، ويسمونها: التكوين، ومنهم من يثبت اثنتي عشرة صفة، ومنهم من يثبت ثلاث عشرة، ومنهم من يثبت عشرين، ومنهم من يثبت اثنين وعشرين، وليس لهم قاعدة إلا القاعدة الإجمالية.
لذلك بعض الشباب استغرب عندما سمع من بعض المشايخ أن الأشاعرة يثبتون اثنتين وعشرين صفة، وظن أنه أخطأ، مع أن الشيخ لم يخطئ؛ لأن أغلب الدراسات الأشعرية الحديثة قد تداخلت مع الماتريدية، وتداخلت مع بعض الاتجاهات الجديدة، ولذا فأغلب الدراسات في الجامعات والمدارس الأشعرية يثبتون عشرين صفة.
15 / 7