200

Sharh Al-Tadmuriyyah - Al-Khamees

شرح التدمرية - الخميس

Daabacaha

دار أطلس الخضراء

Lambarka Daabacaadda

١٤٢٥هـ/٢٠٠٤م

Noocyada

كان المراد منه حقًا قُبل المعنى ويقال له عبّر عن هذا المعنى باللفظ الشرعي الوارد، وإن كان المعنى باطلًا وجب رده.
* مثال ذلك لفظ: "الجهة والحيز والجسم"
ـ فإن أرادوا بالجهة أن الله تعالى تحيط به الجهات فهذا منتف عن الله ﷿، وإن أرادوا أن الله عالٍ على خلقه مستوٍ على عرشه فهذا المعنى صحيح.
ـ والحيز: إن أرادوا به أن الله تحيط به المخلوقات فهذا منتفٍ عن الله ﷿، وإن أرادوا أن الله ﷿ مستوٍ على عرشه فهذا المعنى الصحيح.
ـ والجسم إن أرادوا به الصفات التي وردت في الكتاب والسنة فهذا المعنى الصحيح، وإن أرادوا به البدن الكثيف فهذا منتف عن الله ﷿.
س٥ - مما تنازع فيه المتأخرون لفظة "الجهة" بيّن ذلك، وما المقصود من هذا اللفظ؟ وهل جاء في الشرع إثبات الجهة أو نفيها؟ ناقش من قال بنفيها أو إثباتها مبينًا الصحيح مما تقول مع التعليل؟
ج - لفظ الجهة قد يراد به شيئان: موجود غير الله فيكون مخلوقًا كما إذا أريد بالجهة العرش أو السموات، وقد يراد به ما ليس بموجود غير الله تعالى كما أريد بالجهة ما فوق العالم، فالأول وجودي والثاني عدمي.
* ولفظ الجهة لم يرد في الكتاب ولا في السنة نفيًا ولا إثباتًا.
* المناقشة: يقال لمن نفي الجهة إن أردت بالجهة أنها شيء موجود مخلوق كالسموات فنفيك صحيح، لأن الله ليس داخلًا بالمخلوقات، وإن أردت بالجهة ما وراء العالم فنفيك باطل لأن الله فوق العالم مباين للمخلوقات، فكأنك قلت: إن الباري ليس بموجود وهذا باطل؛ لأنه لا موجود فوق العرش إلا الله تعالى.
* وأما المثبت: فيقال له إن أردت بذلك أن الله فوق العالم عال على عرشه فهذا صحيح لأنك مثبت لوجود الله ومؤمن به. وإن أردت أن الله داخل

1 / 231