وأما إذا كان لا داخلا ولا خارجًا، فهذا ليس بشيء موجود وإنما هو معدوم، بل هو ممتنع.
وهذا واضح بالضرورة عند كل إنسان.
الحاصل أن قولكم هذا من أوضح الباطل في بداهة العقول. هذا هو الجواب الأول.
• الجواب الثاني: كم تقولون: إن الله ليس بمتحيز، فليس هو قابلًا لتلك الصفات وضدها فنقول: هذا باطل جدًا لأن المتحيز له معنيان:
الأول: أن يكون الشيء تحيط به الأحياز فهذا الشيء لاشك أنه في داخل العالم وليس بخارج العالم البتة ومتصل بالعالم وليس منفصلًا عنه؛ لأنه جزء من العالم.
والمعنى الثاني: هو كون الشيء بحيث يكون منحازًا عن العالم أي مباينًا عنه.
فالمتحيز بهذا المعنى لا شك أنه خارج عن هذا العالم وليس بداخل في العالم.
فالله تعالى في الحقيقة متحيز بالمعنى الثاني لا بالمعنى الأول.
وإذا عرفت المعنيين للمتحيز - نقول: إذا قلت: إن الله تعالى ليس بمتحيز هكذا مطلقًا ـ.
كان معناه أن الله تعالى ليس بداخل العالم ولا خارجه وهذا من أبطل الباطل في بداهة العقول كما سبق.
فهؤلاء قصدهم من قولهم: "ليس بمتحيز" أن الله ليس بداخل العالم ولا خارجه ولكنهم قد غيروا العبارة، فالذين لا يعرفون مصطلحات هؤلاء الماتريدية والأشعرية الجهمية، لا يعرفون حقيقة ما قصدوا.
الحاصل: أن قول الماتريدية: إن الله ليس بمتحيز، أو قولهم: إن الله