134

Sharh Al-Muwatta - Abdul Karim Al-Khudair

شرح الموطأ

Daabacaha

دروس مفرغة من موقع الشيخ الخضير

على كل حال على الإنسان أن يحرص أن يكون عمله مطابقًا لما جاء به النبي ﵊، موافقًا له، متبعًا لا مبتدعًا، ومن شرط قبول العمل أن يكون مع إخلاص عامله صوابًا على سنة رسوله ﵊، فإذا حرص على أن يكون عمله خالصًا لله ﷿؛ لأن العمل وإن كانت صورته مطابقة لما جاء به النبي ﵊ إن لم يكن خالصًا فإنه ليس بمطابق لفعله ﵊؛ لأن فعله مع الإخلاص، فيحرص المسلم لا سيما طالب العلم أن يعرف من سنته ﵊ ومن سيرته ما يمكنه من الإقتداء به، ولذا يقول بعض السلف: "إن استعطت ألا تحك رأسك إلا بسنة فافعل" هنا تكون المتابعة، أما أن يعرض عن سنته وسيرته ﵊ ويزعم أنه من أهل العلم أو من طلابه، فضلًا عن كونه يعرف السنة ويخالف السنة، فالأسوة والقدوة هو الرسول ﵊، ولا يتم الإقتداء والائتساء إلا بالعلم، والله المستعان مثلما يأتي المنافق ومعه شيء من النور، ثم فجأة يفقده، لكن العمل وإن كان مشروعًا، إذا لم تتوافر شروطه، فلا يقبل ما تترتب آثاره عليه، وأهل الأهواء متفاوتون، منهم من بدعته مكفرة، فمثل هؤلاء هم على خطر عظيم، نعم عندهم شيء من التأويل، وقد يكون اعتمادهم على نصوص وعلى متشابه من النصوص، لكن يبقى أن البدع المكفرة خطر عظيم، ومن البدع ما هو دونه.
يقول: "وحدثني عن مالك عن هشام بن عروة عن أبيه عن حمران" حمران بن أبان، مولى عثمان، من سبي عين التمر، من خيار التابعين، وهذه الغزوة أو الوقعة في عين التمر، حصل فيها خير عظيم في السبي، ابن سيرين إمام من أئمة المسلمين منهم، من سبي عين التمر، وحمران بن أبان منهم، المقصود أنها غزوة مباركة.
"مولى عثمان بن عفان أن عثمان بن عفان جلس على المقاعد" المقاعد شيء مرتفع، مبني من الطين يقعد عليه، إما بجوار المسجد، أو بجوار بيت عثمان ﵁، يجلس فيه للفصل بين الناس.

5 / 11