Sharh Al-Muharrar fi Al-Hadith - Abdul Karim Al-Khudair
شرح المحرر في الحديث
Daabacaha
دروس مفرغة من موقع الشيخ الخضير
Noocyada
Culuumta Xadiiska
«من أدرك من العصر سجدة قبل أن تغرب الشمس، أو من الصبح قبل أن تطلع الشمس، فقد أدركها» والسجدة إنما هي الركعة.
وهذه الجملة منهم من يقول: إنها من أصل الحديث، من كلامه ﵊، ومنهم من يقول: إنها مدرجة من كلام الراوي، وعلى كل حال الراوي أدرى بما روى، ويرد الركوع ويراد به السجود، كما أنه يرد السجود ويراد به الركوع.
هنا السجدة إنما هي الركعة ﴿وَادْخُلُواْ الْبَابَ سُجَّدًا﴾ [(٥٨) سورة البقرة] هل يتصور أن يدخلون سجدًا أو ركعًا؟ ركعًا، يدخلونه وهم ركوع لا سجود؛ لأن من سجد لا يستطيع أن يدخل الباب، إنما يدخله راكعًا منحنيًا، ﴿وَخَرَّ رَاكِعًا وَأَنَابَ﴾ [ص: ٢٤] يعني في سجدة ص هل نقول: إنها ركوع فقط "خر راكعًا" أو هي سجدة؟ نعم؟ سجود وإلا ركوع؟ سجود بلا شك، وعلى هذا يرد السجود ويراد به الركوع، والعكس.
"والسجدة إنما هي الركعة" والحديث يدل على ما دل عليه الحديث السابق، وهو أن من أدرك من وقت صلاة الفجر ركعة كاملة فإنه حينئذٍ يكون مدركًا.
إذا قلنا: إن من أدرك سجدة فقد أدرك ركعة لا محالة، وهذا ما يدل عليه الحديث الثاني حديث عائشة، لكن ماذا عن حديث أبي هريرة؟ هل نستطيع أن نقول: إن الذي كبر للإحرام قبل خروج الوقت ووقف وقرأ، ثم ركع إذا أدرك الركوع في الجماعة أدرك الركعة، لكن هنا إذا أدرك الركوع هل يكون مدركًا للوقت أو لا؟ أو لا بد أن نقول: إن الركعة هي كاملة، بقيامها، بركوعها، بسجدتيها، بأذكارها، لا بد أن يدركها كاملة؛ ليكون مدركًا للوقت؛ لأن أقل ما تطلق عليه الصلاة ركعة كاملة.
بعد هذا أحاديث النهي عن الصلاة في الأوقات الخمسة نتركها للغد؛ لأنها تحتاج إلى شيء من التفصيل والوقت انتهى، والله أعلم.
وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
3 / 24