Sharh Al-Muharrar fi Al-Hadith - Abdul Karim Al-Khudair
شرح المحرر في الحديث
Daabacaha
دروس مفرغة من موقع الشيخ الخضير
Noocyada
Culuumta Xadiiska
«آت محمدًا الوسيلة والفضيلة» آت محمدًا يذكر باسمه ﵊، ولا يكون هذا من جنس نداء الأعراب يا محمد ﴿إِنَّ الَّذِينَ يُنَادُونَكَ مِن وَرَاء الْحُجُرَاتِ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ﴾ [(٤) سورة الحجرات] يقولون: يا محمد يا محمد، فلا ينبغي أن ينادى باسمه ﵊، لكن هذا ليس بنداء، يعني فرق بين المواجهة وبين الخبر، والحديث عن الشيء، يعني لو سألك شخص ما اسم أبيك؟ وأخبرته باسمه مجرد محمد مثلًا يختلف عن مخاطبتك له بقولك: يا محمد، هذا لا شك ظاهر الفرق.
«الوسيلة والفضيلة وابعثه مقامًا محمودًا» هذه الوسيلة مما يتوسل به ﵊ من الدعوات التي يلهمها، يلهم إياها ليؤذن له بالشفاعة العظمى، والفضيلة والمنزلة العالية على غيره ﵊، «وابعثه مقامًا محمودًا» المقام المحمود ﴿عَسَى أَن يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَّحْمُودًا﴾ [(٧٩) سورة الإسراء] فهي منزلة لا تحصل إلا لواحد.
«مقامًا محمودًا» بالتنكير، الرسول ﵊ يقول: «عسى أن أكون هو» «أرجو أن أكون هو» لهذا الواحد «وابعثه مقامًا محمودًا» هذه الرواية بالتنكير، وروى النسائي وابن حبان والبيهقي: «المقام المحمود» بالتعريف، أيهما أولى؟ التنكير، أولًا: لوروده في البخاري، وقبل ذلك وروده في القرآن، إيش؟ ﴿عَسَى أَن يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَّحْمُودًا﴾ [(٧٩) سورة الإسراء] بالتنكير، وأيضًا التنكير فيه ما ليس في التعريف من التعظيم، فالتنكير أولى بلا شك من وجوه.
«الذي وعدته» نطلب هذه الوسيلة والفضيلة والمقام المحمود مع أن الله -جل وعلا- وعده إياه، وهو لا يخلف الميعاد، هل يحتاج إلى سؤالنا؟ الله -جل وعلا- لا يخلف الميعاد، وجاءت في بعض ألفاظ الخبر: «إنك لا تخلف الميعاد» وهذه يختلف فيها أهل العلم، منهم من يقول: إنها زيادة ثقة فتكون مقبولة، ومنهم من يقول: إنها غير محفوظة؛ لأن أكثر الرواة على خلافها.
7 / 21