120

Sharh Al-Muharrar fi Al-Hadith - Abdul Karim Al-Khudair

شرح المحرر في الحديث

Daabacaha

دروس مفرغة من موقع الشيخ الخضير

المؤذن أطول عنق من الإمام، لكن الإمام جاء فيه من الفضائل ما لا يلحقه به المؤذن، الأنبياء منازلهم معروفة، الشهداء منازلهم معروفة، العلماء أيضًا منازلهم ودرجاتهم في الدنيا والآخرة معروفة، ولا يعني هذا أنهم أفضل منهم من كل وجه، يعني من هذا الوجه نعم، أما من عداهم من وجوه كثيرة جدًا جدًا لا يفضلونهم، ويقرر أهل العلم أن التفضيل من وجه لا يقتضي التفضيل من كل وجه، فأول من يكسى يوم القيامة إبراهيم ﵇، هل يعني هذا أنه أفضل من محمد؟ لا، ما قال بهذا أحد، والنبي ﵊ أول من تنشق عنه الأرض وأول من يبعث نقول: أول من تنشق عنه يوم القيامة، فإذا قام فإذا موسى آخذ بقائمة العرش، يقول: ما أدري هل بعث قبلي أم جوزي بصعقة الطور، يعني أنه ما صعق أصلًا، ولا يعني هذا أنه أفضل من محمد ﵊، فكون المؤذنين أفضل من هذه الحيثية لا يعني أنهم أفضل من غيرهم من كل وجه.
«أطول الناس أعناقًا يوم القيامة» وهذا الحديث في صحيح مسلم.
ثم قال:
"وعن مالك بن الحويرث أن النبي ﷺ قال: «إذا حضرت الصلاة فليؤذن لكم أحدكم، وليؤمكم أكبركم» " مالك بن الحويرث جاء مع مجموعة إلى المدينة، ولازموا النبي ﵊ أيام، ورأوا أفعاله، وسبروا صلاته وعباداته وشمائله، ثم انصرفوا إلى أهلهم، وذكر مالك بن الحويرث من صفة صلاة النبي ﵊ ما لم يذكره غيره، أرادوا الانصراف فأوصاهم النبي ﵊، قال: «إذا حضرت الصلاة فليؤذن لكم أحدكم» ما ذكر مفاضلة بينهم، يؤذن كذا وإلا فكذا وإلا فكذا، كما ذكر في الإمامة، يؤذن أحدكم أي شخص منكم، لكن يلاحظ في الأذان تحقيق الهدف الذي من أجله شرع بأن يكون المؤذن صيتًا، وأن يكون ندي الصوت على ما سيأتي.

5 / 14