============================================================
(المرصد الثالث في أقسام العلم وفيه مقاصد) (المقصد الأول أنه إن خلا عن الحكم] أي العلم بمعنى الإدراك مطلقا ليتناول الظنيات أيضا، أو بالمعنى المفسر بالحد المختار (إن خلا عن الحكم) أي إيقاع النسبة، أو انتزاعها (فتصور) سواء كان المعلوم مما لا نسبة فيه أصلا، كالإنسان أو فيه نسبة تقييدية كالحيوان الناطق، أو انشائية كقولك اضرب أو نسبة خبرية، لم يحكم باحد طرفيها كما إذا شككت في زيد قوله: (ليتناول الظنيات) أراد بالظن ها هنا ما يقابل اليقين كما سيجيء في مبحت تمريف النظر، فيشل جيمع التصديقات الغير اليقينية.
قوله: (أو بالمعنى المفر) ومعنى الخلو وعدمه على تقدير كونه صفة ذات تعلق أن لا يوجب الحكم، ويوجبه وعلى تقدير كونه نفس التعلق أن لا يكون نفس الحكم، وأن يكون نفسه لأن التميز عبارة عن النفي والإثبات وهو الحكم.
قوله: (إن خلا عن الحكم إلخ) إن أراد به ان يكون الخلو عن الحكم معتبرا فيه يلزم أن لا يكون ما صدق عليه هذا القسم معتبرا في التصديق، ضرورة أن تصورات الأطراف المعتبرة فيه إنما يصدق عليها مطلق التصور لا التصور المقيد بعدم الحكم، لأنا عند تصور الأطراف غفول عن الحكم وعدمه كما يشهد به الوجدان، وإن أراد به أن لا يكون الحكم معتبرا فيه، سواء اعتبر عدم الحكم أو لا يلزم تقسيم الشيء إلى نفسه وإلى غيره، والمحقق الرازي اختار الأول والعلامة التفتازاني اختار الثاني، وكلاهما سمج والله أعلم باسرار كلام عباده.
قوله: ( او إنشائية) اي النسبة التي تشعر بالنسبة الخارجية.
قول: (أو نية خبرية) آي نسبة مشعرة بنسبة ما خارجية.
قوله: (ليتناول الظنيات) إنما لم يتعرض لما سوى الظنيات من التصديقات الغير اليقينية، كالجهل المركب وغيره مع تناول مطلق الإدراك إياها، لأن شيئا منها لا يطلب بالنظر من حيث هو كذلك، لما سيجيء في المرصد الخامس من هذا الموقف، وهذا القدر يكفي وجها فيي عدم التعرض لها.
قوله: (إن خلا عن الحكم) أراد بالخلو عن الحكم على تقدير ان يفسر العلم بالحد المختار عدم إيجابه إياه.
قوله: (أو نسبة خبرية) قبل إطلاق النسبة الخيرية على مجرد النسبة الحكمية، غير متعارف لجواز آن تكون بعيتها استفهامية، وأنت خبير أن إنما أطلقها على النسبة الحكمية، فيما سوى الإنشاأت وأما التي فيها فقد اندرج في قوله أو إنشائية فلا محذور.
قوله: (كما إذا شككت إلخ) فيه اته قد أخرج الشك من تعريف العلم المختار، فكيف
Bogga 94