83

Sharh al-Mawaqif

شرح المواقف

Noocyada

============================================================

المرصد الشاني - لهي تعريف مطلق العلم والثاني من الماهيات الموجودة (السادس للحكماء) أنه (حصول صورة الشيء ) كليا كان أو جزئيا موجودا او معدوما (في العقل) أي عنده ليتناول إدراك الجزئيات (ويقال:) بعبارة ظاهرة الاختصاص بالكليات (هر تمثل ماهية المدرك) بفتح الراء (في نفس المدرك) بكسرها (وهو) أي كون العلم حصول الصورة، أو تمثل الماهية (مبني على الوجود الذهني، وسنبحث عنه) أي عن الوجود الذهني وكون العلم عندهم عبارة عنه (وهذا) أي ما ذكروه في تعريف العلم (يتناول الظن والجهل) المركب (والتقليد بل الشك والوهم) أيضا (وتسميتها علما) أي جملها مندرجة فيه كما ذهبوا إليه (يخالف استعمال اللغة والعرف والشرع) إذ لا يطلق على الجاهل جهلا مركبا أنه عالم في شيء من استعمالات اللغة والعرف العام والشرع، كيف ويلزم قوله: (حصول صورة الشيء) إن أريد بالصورة ما به تميز الشيء في الخارج او الذهن، ليشمل العلم الحضورى أيضا لأنه صورة خارجية، فكونه تعريفا لمطلق العلم ظاهر، وكذا علم الواجب على القول يكون بحصول الصورة في ذاته تعالى كما في الإشارات، او بحصولها في المجردات كما في شرحه، وأما على القول بكونه عين ذاته أو عبارة عن التجرد فلا، وإن أريد بها ما يميز به في الذهن على ما قيل: الأشياء في الخارج أعيان، وفي الذهن صور فهو مبني على نفي العلم الحضورى، وإن العلم بانفسنا وصفاتنا النفسانية أيضا حصولي قوله: (أي عنده) بناء على اعتبار التوسع في الظرفية بادعاء أن الحصول في آلات الشيء حصول فيه لكونه في تصرفه، كما يقال: هذا المال في يد زيد لا أن في بمعنى مع على ما وهم، لأنه لا بد من حمله على مقارنة الحال للمحل فالإشكال بحاله قول: (ظاهرة الاختصاص) اي بالنسبة إلى التعريف السابق، وإن كلمة في وإن كانت ظاهرة في الظرفية الحقيقية لكنه يحتمل الظرفية التوسعية ايضا، بخلاف في نفس المدرك بزيادة لفظ نفس فإنه لا يحتملها.

قوله: (تمثل ماهية المدرك في نفس المدرك) لم يعترض عليه بكونه دوريا بناء على ما ذكره المحقق في شرح الإشارات، من اته تعريف لفظي لا يتحاشى فيه عن لزوم الدور ، إذ ليس الغرض تحصيل المجهول بل تميين المعلوم.

قوله: (أي عنده) لعل توجيهه على القاعدة أن يجعل في بمعنى مع، كقوله تعالى: {ادخلوا في امم [الاعراف: 38] اي مع أمم، فيكون محصل معناه معنى عند، وإلا فكون في بمعتى عند لم يذكر في كتب العربية.

قوله: (ظاهرة الاخعصاص بالكليات) فإن قلت : العبارة الأولى أيضا ظاهرة الاختصاص بها فما الوجه في تخصيص ظهور الاختصاص بالثانية، قلت : بعد تسليم ظهور الاختصاص في الأولى أيضا، لا شك آن الظهور والخفاء أمران نسبيان، فمراده أن المبارة الثانية ظاهرة الاختصاص

Bogga 83