77

Sharh al-Mawaqif

شرح المواقف

Noocyada

============================================================

المرصد الثاني في تعريف مطلق العلم (ويرد عليهم) اي على اصحاب هذا التعريف (خروج العلم بالمستحيل عنه فإنه ليس شيئا اتفاقا) بخلاف المعلومات الممكنة التى اختلف فيها، وقد أجاب بعضهم عن هذا بأن العلم لا يتعلق بالمستحيل فلا نقض به فاشار إلى رده بقوله (ومن أنكر تعلق العلم بالمتحيل فهو مكابر) لبديهة العقل فإن كل عاقل يجد من نفسه الحكم باستحالة اجتماع الضدين والنقيضين، ولا يتصور ذلك إلا مع كون اجتماعهما المستحيل معلوما بوجه ما (ومناقض) لكلامه أيضا (لأن هذا) أي إنكاره تعلق العلم بالمستحيل (حكم) على المستحيل بأنه لا يعلم (فيستدعي) هذا الحكم قوله: (خروج العلم إلخ) يعني أن الظاهر أن المراد بالشيء ما هو المصطلح، لأنه المعنى الحقيقي عندهم فيلزم خررج العلم التصديقي المتعلق بالمستحيل، كالعلم بان النقيضين يستحيل اجتماعهما، وبأن شريك الباري محال سواء أريد بالشيء في تعريف العلم الموضوع، او النسبة لأن النسبة إلى المستحيل مستحيل أيضا لامتناع ثبوت النسبة في الخارج مع عدم ثبوت المنسوب إليه: قوله: (فإن كل عاقل الخ) يمني إنه يتعلق به العلم التصديقي، وهذا الحكم تصديقي يقيني ناشئ عن الضرورة متعلق بالموضوع والنسبة، المتحيل واستحالتها بمعنى امتناع وجودها في الخارج لا ينافي مطابقتها للواقع، فما قيل إن أراد آن إنكار تعلق العلم التصديفي بالمستحيل، كقولنا: اجتماع النقيضين واقع وارتفاع النقيضين واقع مثلا مكابرة، فهو باطل قطعا إذ الإدراك المتعلق به جهل لا علم وإن أراد به تعلق العلم التصورى فمسلم، لكن لا جهة لتخصيص الاعتراض يخروج العلم بالمستحيل إذ مطلق التصوري خارج عنه، وأيضا يصير قوله: نعم قد يعتذر الخ، باطلا إذ على تقدير تسمية المستحيل شيئا لا يدخل العلم به، اعني تصوره في التعريف لأنه ليس باعتقاد فمنشؤه عدم الفرق بين استحالة النسبة وصدقها فتدير.

قوله: (ولا يتصور إلخ) ذكر استطرادي للمبالغة في الرد على من أنكر تعلق العلم بالمستحيل باثبات تعلق نوعيه به، وإلا فلا دخل له في النقض.

قول: (ومن انكر تعلق العلم بالمتحيل) قال الاستاذ المحقق: إن أراد أن إنكار تعلق العلم التصديقي بالمستحيل كقوله: اجتماع النقيضين واقع وارتفاع النقيضين واقع مثلا مكابرة فهو باطل قطعا، إذ الإدراك المتعلق به جهل لا علم، وإن أراد تعلق العلم التصورى كما يظهر من كلامه، وكلام الشارح فمسلم لكن لا جهة لتخصيص الاعتراض بخروج العلم بالمستحيل، إذ مطلق التصور خارج عنه كما صرح به الشارح آخرا وأيضا يصير قوله: نعم قد يعتذر لهم إلخ باطلا، إذ على تقدير تسمية المستحيل شيئا لا يدخل العلم به اعني تصوره في التعريف لأنه ليس باعتقاد لا يقال: قولهم اعتقاد الشيء على ما هو عليه معناه اعتقاد المحكوم عليه على ما هر به من الحكم، وحييذ لا يصدق اجتماع النقيضين بانه محال إلا بالاعتذار المذكون لأنا

Bogga 77