============================================================
1 المرصد الخامس - المقعد الرابع: كيفية إفادة النظر الصحيح للعلم بين منع) وجود (الجامع) في الفرع (ومنع) وجود (الحكم) في الأصل فإنه يقول: عدم التوليد في التذكر معلل عندى بعدم المقدورية، فإن صح هذا لم توجد العلة في الفرع الذي هو ابتداء النظر، وإن لم يصح عدم المقدورية في التذ كر منعنا عدم توليده (وأيضا) جواب آخر للمعتزلة عن قياس الأصحاب بالفرق قالوا: (التذكر) إنما يكون (بعد حصول العلم وابتداء النظر قبله) فلا يلزم من عدم توليد التذكر لكلا يلزم تحصيل الحاصل عدم توليد ابتداء النظر الذي لا يلزمه هذا المحال (الثالث: مذهب الحكماء أنه بسبيل الأعداد فإن المبدأ) الذي تستند إليه الحوادث في عالمنا هذا وجب عندهم (عام الفيض ويتوقف حصول الفيض) منه (على استعداد خاص يستدعيه) أي ذلك الفيض (والاختلاف) في الفيض إنما هو (بحسب اختلاف استعدادات القوابل، فالنظر يعد الذهن) إعدادا تاما (والنتيجة تفيض عليه) من ذلك المبدأ (وجوبا) أي لزوما عقليا (وهاهنا مذهب آخر اختاره الإمام الرازي وهو أنه) يمني العلم الحاصل عقيب النظر (واجب) لازم حصوله عقيبه عقلا (غير متولد منه) قيل: أخذ هذا المذهب من القاضي الباقلاني وإمام الحرمين، حيث قالا: باستلزام النظر للعلم على سبيل الوجوب من غير توليد ورد، بأن مرادهما الوجوب العادي دون العقلي (أما وجوبه) عقلا (فلأتا نعلم ضرورة) وبديهة (أن من علم أن العالم متغير وكل متغير حادث) واجتمع في ذهنه هاتان المقدمتان على هذه الهيئة عليتها أو بمنع وجودها فيه، والأول مركب الأصل اي الحكم لاجتماع قياسين على ثبوته، والثاني مركب الوصف.
قوله: (والخصم فيه بين إلخ) أي الخصم في الجواب دائر بين هذين الأمرين قوله: (جواب آخر إلخ) في الجواب الأول منع لعلية علة المستدل اعني كونه نظرا صحيحا بإيداء علة أخرى اعني عدم المقدورية، والثاني منع لعليتها استقلالا بإبداء شرط هو لزوم تحصيل الحاصل، وما قيل: أن لزوم تحصيل الحاصل إنما يظهر فيما إذا غفل عن النظر دون العلم بالمنظور فيه، وليس بشيء لأنه على تقدير الغفلة عن المنظور فيه، اللازم تذكر العلم لا العلم، ولذا صرح الشارح في الإلهيات بأن المراد صورة الغفلة عن النظر والعلم بالمتظور فيه ايضا.
قوله: (لشلا يلزم تحصيل الحاصل) قيل: هذا إنما يظهر فيما إذا غفل عن النظر دون العلم بالمتظور فيه، وانظاهر أن كلامهم عام بل قد صرح الشارح في الإلهيات بأن المراد صورة الغفلة عن النظر والعلم يالمنظور فيه أيضا، والحق أن المنظور فيه إن كان معلوما مشاهدا للنفس، فتذكر النظر لا يفيد العلم به، ولا تذكره للزوم تحصيل الحاصل، وإن كان معلوما غير مشاهد فهو يفيده تذ كره وإن صار نسيا منسيا، فهو يستلزم العلم به فتأمل
Bogga 252