210

Sharh al-Mawaqif

شرح المواقف

Noocyada

============================================================

المرصد الخامس - المقصد الثاني: أنه يؤدي إلى المطلوب وفاسد يقابله الأولى، بل الأكثر أن ينتقل أولا من المطالب إلى المبادي ثم منها إلى المطالب، ولا خفاء في أن هذا الترتيب يستلزم التوجه إلى للمطلوب، وتجريد الذهن عن الغفلات، وتحديق العقل نحو المعقولات فتامل، واعلم أيضا أن الإمام الرازي عرف النظر بترتيب تصديقات يتوصل بها إلى تصديقات أخر، بناء على ما اختاره من امتناع الكسب في التصورات: (المقصد الثاني: أنه يزدي إلى المطلوب وفاسد يقابله] (أنه) اي النظر ينقسم إلى صحيح وهو الذي (يؤدي إلى المطلوب وفاسد مطلرب نظري قليل وإذا كان كذلك، فالترتيب يكون لازما للحركتين في التحقيق، فتعريف النظر به تعريف باللازم، فإن جوزنا التعريف باللازم الغير المحمول، فذاك وإلا حملنا الكلام على التسامح بأن المراد بالترتيب ما به الترتيب كما في تعريف الحكمة ساستمكمال النفس، أو على الاصطلاح على ذلك: قوله: (وتحديق العقل إلخ) حمل الشارح المعقولات على المبادي التي تقع الحركة فيها على خلاف ما نقله سابقا، وهو الحق إذ الوجدان شاهد صدق على أنه لا يلزم لنا بعد التوجه إلى المطلوب، استحضار المبادى وتحديق النظر في مناسبتها وترتيبها فتامل، قوله: حتى يظهر لك أن هذه التعريفات كلها تعريفات باللوازم، وحقيقة النظر، وحقيقة النظر هي الحركتان وأن لا نزاع في الحقيقة بين الفريقين قوله: (وهو الذي يؤدي إلخ) بيان للحاصل وإشارة إلى أن قوله يؤدى صفة كاشفة لا أن في العبارة تقدير المبتدا والموصول: قوله: (وتحديق العقل نحو المعقولات فعامل) مراد الشارح بالمعقولات هو المبادي، وأما مراد المصنف بها فهو المطالب لأن الكلام هناك مسوق على انتفاء الاستعانة بالمعلومات السابقة بخلافه ههنا، فالمتوجه إليه والمحدق نحوه متغايران فيما ذكر الشارح هاهنا، بخلافهما فيما نقله عن الأبهرى وقد يقال: التمهيد السابق يدل على أن التحديق أيضا تحو المطلوب، وهذا يشعر بأته نحو المبادي، وهذا هو الظاهر لكن الفرق بين التوجه إلى المطلوب وتحديق العقل نحوه، لا يخلو عن خفاء، اللهم إلا أن يحمل أحدهما على التوجه في الجملة، والآخر على التوجه التام هذا وكأن الأمر بالتامل إشارة إلى ما دل عليه كلام المصنف من أن التفسير بالتحديق عن الغفلات لمن لا يرى النظر لاكتساب المجهولات من المعلومات ليس بمقطوع به، لجواز أن يكون تعريفا باللازم، لكن الكلام في محمولية هذه اللوازم حتى يصح التعريف بها عند من لا يجوز التعريف بالمياين قاول: (الى محيح يؤدى إلى المطلرب) اى يؤدي نوعه فلا يرد على تعريف الصحيح، والفاسد بانتفاء الطرد والعكس، قولنا: زيد حمار وكل حمار جسم، ومجرد حمل الاداء على

Bogga 210