147

Sharh al-Mawaqif

شرح المواقف

Noocyada

============================================================

المرصد الرابع - في إثبات العلوم الضرورية وبعضه منحن، بل نقول: إذا كانت المرآة مقعرة يرى وسط الوجه غائرا، وإذا كانت محدبة يرى ناتثا وبالجملة الاختلافات المتنوعة في أشكال المرايا تستتيع اختلاف الوجه في الرؤية.

(الوجه الثاني) : وهو الدال على غلط الحس في أحكام الجزئيات بسبب التباس بعضها ببعض (أن الحس لا يميز بين الأمثال، فربما جزم بالاستمرار) اي يكون شيء موجودا مستمرا (عند تواردها) أي توارد الأمثال (كما تقوله أهل السنة في الآلوان) من أنها لا تبقي آنين بل يحدثها الله تعالى حالا فحالا، مع أن البصر يحكم بوجود لون واحد مستمر (و) كما يقوله (النظام في الأجسام) من أنها أيضا غير باقية بل متجددة آنا فآنا مع أن الحس يحكم بخلافه، وكذلك الحال في البيضات المتماثلة إذا وردت على الحس متعاقبة، وفي ماء الفوارة (فقام الاحتمال) أى احتمال غلط الحس (في الكل) اي في جميع أحكام الجزئيات هذا، والسبب في غلطه عند توارد الأمثال، أن الحس وإن تعلق بكل واحد منها من حيث خصوصيته، لكن الخيال لم يستثبت ما به يمتاز كل منها عن غيره، فيتخيل الرائي أن هناك أمرا واحدا مستمرا. الوجه (الثالثت) وهو الدال على غلط الحس في تلك الأحكام بسبب عروض عارض من نوم أو مرض (النائم يرى في نومه ما يجزم به) في النوم (جزمه بما يراه في يقظته) ثم يتبين له في اليقظة أن ذلك الجزم كان باطلا (وكذا المبرسم) أي صاحب البرسام قد يتصور صورا لا وجود لها في الخارج، ويشاهدها ويجزم بوجودها ويصبح خوفا منها، (فجاز في غيرهما مثله) اي مثل ما ذكر فيهما من الغلط، إذ يجوز أن يكون للإنسان حالة ثالثة يظهر له فيها بطلان ما رآه في اليقظة، وأن يكون له امر عارض لأ جله يرى ما ليس بموجود في الخارج موجودا فيه، والسبب في غلطهما أن النفس بسبب النوم للاستراحة، قوله: (أي صاحب البرسام) وهو ورم حجب محل الدماغ إما كلها أو بعضها.

قوله: (مثله) أشار بذلك إلى ان ما يراه النائم، والمبرسم ليس صورة الغلط لعدم إدراك الحاسة فيه بل لمشاركته في الجزم يحال اليقظة، والصحة يورث شبهة الغلط فيها لكن لا يخفى أن هذا الوجه إنما يدل على جواز وقرع الغلط في حال اليقظة، والصحة لا على وقوعه والكلام فيه.

قوله: (للامتراحة) اي بدفع التعب الذى حصل للبدن في اليقظة بواسطة الحركات البدنية، والنفسانية والأمور العارضة له من خارج مستقيم وبعضها منحن فإن في صورة التأريب ووضعه خطوطا مستقيمة طولية، وخطوطا مستديرة عرضية، وخطوطا منحنية لا على الاستدارة التامة فتأمل.

قوله: (يرى في نومه) قان قلت: لا رؤية ماهنا حقيقة حتى يترتب عليها غلط الحس،

Bogga 147