130

Sharh al-Mawaqif

شرح المواقف

Noocyada

============================================================

المرصد الثالث - المقعد الرابع: المذاهب الضعيفة في هذه المالة وهو المراد بالنظري (والجواب أن الضروري) المقابل للنظري (قد تخلو عنه النفس إما عند من يوقفه) كالمعتزلة والفلاسفة (على شرط) كالتوجه، والإحساس وغيرهما (أو استعداد) به تقبل النفس ذلك العلم الضروري (فلفقده) أي فقد ذلك الموقوف عليه من الشرط والاستعداد (وأما عندنا) يعني القائلين باستناد الأشياء كلها إلى اختياره تعالى ابتداء (فإذ قد لا يخلقه الله تعالى ) في العبد (حينا ثم يخلقه فيه بلا قدرة) من العبد متعلقة بذلك العلم (أو نظر) منه يترتب عليه ذلك العلم عادة فيكون ضروريا غير مقدور إذ لم تتعلق به قدرة العبد ابتداء، ولا بواسطة.

قوله: (أن الضروري المقابل للنظري) أى الضروري بالمعنى الأعم حاله ما ذكر، لأن الضروري وإن كان بالمعنى الذي يرادف البديهي أيضا يمكن توقفه على شرط، وليس هذا لقيد احترازا عن الضروري المقابل للكسبي إذ لا فائدة فيه لتلازمهما في الوجود عادة كما مر، بل إشارة إلى تعليل جواز الخلو وهو أن الضروري المقابل للنظرى إنما يقتضي عدم توقفه على النظر لا امتناع الخلر عنه، وإلى أن خلاصة الجواب يرجع إلى الترديد وهو أنه إن أريد بالضروري ما ليس بنظري فلا نسلم امتناع الخلو عنه، وإن اريد به معنى آخر فهو لا يقابل النظري فلا يلزم من انتفاء كون العلوم ضرورية بذلك المعنى كونها نظرية بالمعنى المتنازع فيه، فلا يصح قوله: فيكون الكل غير ضروري وهو المراد بالنظري:

Bogga 130