============================================================
المرصد الثالث - المقعد الرابع: المذاهب الضعيفة في هذه المالة للعلم بالماهية، فامتناع التعريف بها ظاهر (قلنا) في الجواب عن هذه الشبهة (المستلزم) للعلم بالماهية (حضورها معا مرتبة وأنه) أي ذلك الحضور مع الاجتساع والترتيب (بالكسب) وتفصيله أن الأمور الداخلة أو الخارجة حاصلة، إما ضرورة وإما اكتسابا منتهيا إلى الضرورة، لكنها متفرقة مخلوطة بأمور أخر، فإذا جمع الأ جزاء بأسرها ورتبت حصل مجموع هو تصور الماهية بكنهها، وهذا المجموع إنما حصل بالكسب الذي هو جمع تلك الأجزاء وترتيبها، وكذا إذا جمع بعض متعدد من أجزائها ورتب بعضه مع بعض قإنه يحصل مجموع هو تصور الماهية بوجه أكمل مما كان قبل ذلك، وقس على هذه الأمور الخارجية المتعددة، فإن قلت: هذا الجواب لا يتاتى في التعريف بالمعاني البسيطة قلت: من جوز ذلك فله أن يقول : إن المعاني البسيطة الحاصلة قد لا تكون ملحوظة قصدا فإذا استحضرت ولوحظت قصدا أفادت العلم بالماهية، وإن كان ذلك نادرا جدا: قوله: (قلنا الخ) حاصله انها ليست مستلزمة مطلقا حتى تكون الماهية معلومة معها، ولا ر تلزمة مطلقا حتى يتتع التعريف بها يل مستلزمة مجتمعة غير مستلزمة متفرقة، والتعريف لتحصيل ذلك الاجتماع.
قوله: (بوجه اكمل) كونه اكمل مما سبق بناء على ان الشيء إذا انكشف انكشافا قويا عند النفس لا ينكشف بعده بالانكشاف الضعيف، فتصور الشيء بالوجه الأعم بعد تصوره بالوجه الأخص، ليس الحاصل فيه إلا التصديق بثبوت ذلك الوجه الأعم له، وقيل: المراد بالوجه الأكمل مجموع الوجهين السابق واللاحق.
قوله: (قد لا تكون ملحوظة قصدا) بأن تكون حاصلة يتتبع بعض المعاني المقصودة.
قوله: (فإذا استحضرت الخ) هذا في المعنى البسيط الداخل والخارج ظاهر، واما في تفس المعرف ففي التعريف اللفظي عند من يقول بإفادته التصور، فإنه ليس فيه إلا إحضار ذلك المعنى الحاصل في ضمن هذا اللفظ المعرف.
المحال وفيه المطلوب، وبهذا سقط ما يقال: ليس للانتهاء إلى ما حصوله ضرورى معنى، لأن المفروض أن الأمور الداخلة والخارجة والمأخوذة في المعرف كلها كسبية، وليس لها اختصاص بمعرف دون معرف آخر بل الكلام في التحصيل التصوري مطلقا، وأما ما يقال: في جوايه من جواز كون الداخلة كلها نظرية منتهية إلى الخارجة الضرورية أو بالعكس، فالمحكوم عليه بالنظرية مثلا كل واحدة من الداخلة على حدة، والخارجة على حدة لا المجموع السركب منهما ففيه بحث لأن الاعتراض المذكور في المتن على كل من الجوابين باتفراده، وهو اختيار أن التعريف بالأجزاء الداخلة والخارجة واختيار انه بالخارجة وهذا الجواب إنما يتم إذا كان أصل الجواب باختيار ان التعريف بالأمور الداخلة والخارجة هذا، والأظهر أن يقال: الكلام في كل معرف مخصوص على حدة، ولذا ذكر الانتهاء إلى ضروري فتامل.
قوله: (فإذا استحضرت ولوحظت قصدا الخ) هذا الجواب يتاتى في المركب أيضا، لكنه
Bogga 126