الوجه الرابع من الأدلة العقلية على صحة مذهب السلف
قوله: (فكيف يتوهم من في قلبه أدنى مسكة) أي: بقية (من إيمان وحكمة، ألا يكون بيان هذا الباب قد وقع من الرسول على غاية التمام.
ثم إذا كان قد وقع ذلك منه -أي: البيان- فمن المحال أن يكون خير أمته وأفضل قرونها قصروا في هذا الباب زائدين فيه أو ناقصين) .
لأن المجادل قد يقول: إن النبي ﷺ قد بين ما يجب لله ﷿ وما يتعلق بأسمائه وصفاته غاية البيان، إلا أن الصحابة الذين تلقوا عنه لم يوفوا هذا المقام حقه ولم يقدروه قدره! فيقال له: إن الصحابة ﵃ أنصح الأمة للأمة، وهم أعبد الخلق لله ﷿، بل ذكر الشيخ ﵀ أنهم أفضل خلق الله بعد النبيين، وإذا كانوا كذلك، فمحال على هؤلاء مع شهادة النبي ﷺ لهم بالخيرية أن يكونوا قد قصروا في باب الأسماء والصفات، فهذا أيضًا وجه من الوجوه التي تبين صحة طريق السلف، وتبين وجوب سلوك سبيلهم للوصول إلى معرفة الله جل وعلا.
1 / 8