Sharh al-Arba'in al-Nawawiyyah - Abdul Karim al-Khudair
شرح الأربعين النووية
Daabacaha
دروس مفرغة من موقع الشيخ الخضير
Noocyada
Culuumta Xadiiska
شرح الأربعين النووية (٣)
حديث بيان الإسلام والإيمان والإحسان
الشيخ / عبد الكريم الخضير
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
يقول: ما معنى قول ابن حجر في شروط المتواتر: وأن يصحب ذلك إفادة العلم خبره، من إفادة العلم، مع أن إفادة العلم لازمة للتواتر؟
لا شك أن هذا مشكل وتكلمنا فيه كثيرًا؛ لأنه يلزم منه الدور، يعني من شرط كون الخبر متواترًا أن يفيد العلم، ولا يفيد العلم إلا إذا كان متواترًا، والسبب في ذلك أن العدد ليس له حد محدد ليصل الخبر إلى حد التواتر عند أهل العلم، بل هو ما يرويه جماعة تحيل العادة تواطؤهم على الكذب عن مثلهم -يعني في جميع طبقات السند-، وأن يسند إلى أمر حسي، فكونه لا يصل إلى درجة التواتر حتى يفيد العلم مع أنه لا يفيد العلم إلا إذا كان متواترًا، هذا يلزم عليه الدور، وإن قال في شرح مختصر التحرير: ولا دور، نقول فيه دور.
الأخبار عمومًا نموها مثل: نمو الأجسام، مثل: نمو النبات تنمو شيئًا فشيئًا حتى تصل إلى النتيجة المثمرة، فمثلًا إذا طلب الإنسان العطشان ماءً فأعطي كوبًا من الماء، أو إناء فيه ماء، جرت عادته أن هذا القدر يرويه، وإلا فكيف يعرف أن هذا يرويه وهو ما بعد استعمله بعد، لكن العادة جرت بأن هذا القدر يكفيه، فأحيانًا تكون النتائج معلومة، وإن ترتبت على الوسائل، وترتبت الوسائل عليها مثل التواتر، هم يقولون: لا دور، لكن الذي ينظر بدقة يجد أن الدور متحقق والدور ممنوع، ترتيب الشيء على شيء مترتب عليه، ترتيب الشيء على شيء مترتب عليه هذا الدور، يقول:
لولا مشيبي ما جفا ... لولا جفاه لم أشب
3 / 1