Sharh Al-Ajrumiyyah by Al-Asmarī

Saleh Al-Asmary d. Unknown
72

Sharh Al-Ajrumiyyah by Al-Asmarī

شرح الأجرومية للأسمري

Noocyada

وكلمة (النَّسَق) معناها في اللُّغَة: عطف شيءٍ على شيءٍ، أو كون شيئين فأكثر في نظامٍ واحد، وهذان المعنيان اللُّغَويان مقصودان هنا. مثاله: (جاء مُحَمَّدٌ وزَيْدٌ) حَيْثُ إِن كلمة (زيد) تابعة لكلمة (مُحَمَّدٌ) في حكم المجيء وفي الإعراب توسَّط بينها وبين متبوعها - وهي كلمة (محمد) - حرف الواو وهو: حرف العطف. وله حروفٌ عشرة يأتي الكلام عنها. وأما الثاني: فعطف بيان، ويُعَرَّف بأنه: التابع الجامد الموضِّح لمتبوعه في المعارف والمخصِّص لمتبوعه في النكرات. فكلمة (التابع) أي أنه من التوابع الخمسة التي تتبع متبوعها في الإعراب، وكلمة (الجامد) ضد المشتق وتشمل معنيين: الأول: كل اسم دَلَّ على ذاتٍ مُعَيَّنة كـ (إبراهيم ومحمد) ونحوهما. والثاني: كل معنىً لم يُنظَر فيه إلى صفته التي اشتُقَّ منها. مثاله: أسماء الأجناس المحسوسة ككلمة (الإنسان) فإن إطلاقها في الاستعمال العربي جرى لمعنىً يُقَال هو (النَّوْس) - والنَّوْس هو الحركة - لكن لا يلتفت إلى اشتقاقه من (النَّوْس) وهي صفته عند إطلاقه. وكلمة: (الموضِّح لمتبوعه في المعارف، والمخصِّص لمتبوعه في النكرات) يؤخذ منها أنَّ المعطوف يأتي لإحدى فائدتين: أما الأولى: فتوضيحه لمعرفةٍ عُطِفَ عليها. مثاله: (جاء مُحَمَّدٌ أبوك) فكلمة (أبوك) أو (أبو) عطف بيان حَيْثُ أفادت توضيحًا للمعطوف عليه وهو كلمة (محمد) . وإعرابها بأن يُقَال: جاء مُحَمَّدٌ: فعل وفاعل. أبو: عطف بيان على (محمد)، يأخذ حكمه، وهو مرفوع، وهو مضاف، والكاف مضاف إليه مبنية على الفتح. والثانية: تخصيص المعطوف عليه إن كان نكرة: مثاله: قول الله ﷿: ﴿من ماء صديد﴾ . حَيْثُ إِن كلمة (صديد) عطف بيان على كلمة (ماء) خصصَّته من أجناس المياه. وإعرابه أن يُقَال: من ماء: جار ومجرور. صديد: عطف بيان على كلمة (ماء) ويأخذ حكمها وهو الخفض.

1 / 78