Sharh Al-Ajrumiyyah by Al-Asmarī

Saleh Al-Asmary d. Unknown
11

Sharh Al-Ajrumiyyah by Al-Asmarī

شرح الأجرومية للأسمري

Noocyada

وكذلك اتباعًا لهدي النبي- ﷺ في مكاتباته ومراسلاته، ككتابته إِلى هرقل عظيم الروم كما جاء ذلك في حديث أبي سفيان في أول صحيح البخاري. ولما استقرَّ عليه عمل الأئمة الْمُصَنِّفين، فقد قال الحافظ في [الفتح]: ‘‘وقد استقر عمل الأئمة الْمُصَنِّفين على افتتاح كتب العلم بالبسملة، وكذا معظم كتب الرسائل’’. ولعل الْمُصَنِّف - يرحمه الله - حَمِدَ وتَشهَّد نطقًا عند وضع الكتاب، ولم يكتب ذلك اقتصارًا على البسملة؛ لأن القدر الذي يَجْمع الأمور الثلاثة: ذِكْر الله، وقد حَصَل بها. قوله: (بسم) جار ومجرور، وهما متعلقان بمحذوف تقديره (أؤلف) أَوْ نحوه من المعاني الصحيحة السائغة. والاسم من السُّمُو لغة على الصحيح، وهو ما كان لْمُسَمَّى، وسيأتي - بإذن الله - الكلام عنه في موضعه. قوله: (الله) مخفوض على الإضافة، وهو مشتق من (أَلَهَ) ومنه قول رؤبة: لِلَّهِ دَرُّ الغانِيَات الْمُدَّهِ سبَّحْنَ واسْتَرْجَعْنَ مِنْ تَأَلُّهِي والتَّأَلُّه هو: التعبُّد. قوله: (الرحمن الرحيم) نعت بعد نعت، هذا هو المشهور؛ لكن قال في [المغني]: ‘‘الرحمن: بدل لا نعت، والرحيم بعده: نعت له’’. وهما اسمان لله يتضمنان صفة الرحمة، واخْتُلِفَ في التفريق بينهما، وأحسن ما قيل: إن الرحمن دالٌّ على الصفة القائمة بالذات، والرحيم دال على تعلُّقها بالمرحوم. لطيفة: كثيرًا ما يعزو الشراح بدء الْمُصَنِّف بالبسملة إِلى حديث: (كل أمر ذي بال لا يبدأ فيه بـ (بسم الله الرحمن الرحيم) فهو أقطع)، والحديث أخرجه عبد القادر الرُّهَاوِي في كتابه [الأربعين]؛ لكنه ضعيف لا يصح، وبذلك قطع أئمة، ومنهم: الحافظ ابن حجر، والسخاوي وآخرون، رحمة الله على الجميع. قال الْمُصَنِّف ﵀ (الكلام هو: اللفظ المركب المفيد بالوضع) فيه مباحث على ما يلي: الأول:

1 / 17