موضع بالأردن. ويروى:
كأن خبيئة وهي الخمر المصونة المضنون بها. وقوله: (يكون مزاجها عسل وماء) جملة في موضع الوصف لـ (سُلافة) وخبر كأن: في البيت الثاني، وهو قوله: على أنيابها، وهصره: أماله، والاجتناء: أخذ الثمر من الشجر. شبه طعم ريقها بطعم الخمر قد مزجت بعسل وماء، أو بطعم تفاح غض قد اجتني. و(طعم) منصوب معطوف على اسم كأن.
والشاهد في البيت إنه جعل (مزاجها) وهو معرفة خبر يكون. وقد حكي عن أبي عثمان إنه كان ينشد:
يكون مزاجها عسلًا وماءُ
يرفع (مزاجها) بيكون، وينصب (عسلا) لأنه خبر يكون، يرفع (ماء) بإضمار فعل كأنه قال: ومازجها ماء. وله نظائر.
وقيل: قد قال بعضهم:
يكون مزاجها عسلٌ وماءُ
يجعل في (يكون) ضمير الأمر والشأن، ويرفع (مزاجها) بالابتداء، وما بعده
خبره، والجملة في موضع خبر يكون. وهذان الوجهان لا يدفع جوازهما ولكن الرواية على ما انشد سيبويه، ولم يقل سيبويه إنه لا يجوز غير ما انشده، ولكنه أنشد البيت على الوصف الذي روته الرواة، وذكر وجه روايتهم.
فالذي يحسن جعل النكرة في هذا البيت اسما، أن العسل والماء وما أشبههما من الأجناس تؤدي نكرته عن معرفته في المعنى، كما تقول: فلان يأكل خبزا ويشرب ماء، أو يأكل الخبز ويشرب الماء، يريد إنه يأكل من هذا الجنس ويشرب منه. فلو قال: يكون مزاجها العسل والماء، لكان بمنزلة قوله: عسل وماء.
وقد يجوز أن ينشد: يكون مزاجها عسل وماء، يجعل في (يكون ضمير السلافة، و(مزاجها) مبتدأ وما بعده خبره، والجملة في موضع خبر (يكون).
1 / 39