وأَغفِرُ عَوْراَء الكريمِ ادَّخارَهُ ... وأعرِضُ عن شتمِ اللّئيمِ تكرُّما
العوراء: الكلمة القبيحة. يقول: إذا بلغتني كلمة قبيحة قالها في رجل كريم؛ غفرت له ما فعل ولم أكافئه عليها، واحتملت لأجل حسبه وكرمه وأبقيت على صداقته، وادخرته ليوم احتاج إليه فيه، لأن الكريم إذا فرط منه قبيح ندم على ما فعل، ومنعه كرمه أن يعود إلى مثله. واعرض عن شتم اللئيم: لا أكافئه على ما صنع لأنه ليس بكفء لي فأقتله. ويقرب منه قول الآخر:
لا تَسُبَّنَّني فلسْتَ بِسبي ... أن سِبي من الرجال الكريمُ
ونحو منه:
فإنّ حراما أن أَسُبَّ مُقاعِسًا ... بآبائِي الشُّمَّ الكرامِ الخَضارمِ
والشاهد في البيت: إنه نصب (ادخاره) و(تكرما) على إنه مفعول لهما.
وقال الحارث بن هشام المخزومي يعتذر من فراره يوم بدر:
وعلمتُ أَني أن أقاتلْ واحدا ... أقتَلْ ولم يَضْرُرْ عَدُوّي مَشهَدي
1 / 35