قال سيبويه في باب الإضمار في (ليس وكان): ولا يجوز أن تقول: ما زيدا عبد الله ضاربا، وما زيدا أنا قائلا، لأنه لا يستقم في (ما) كما لم تقدم في (كان وليس)
ما يعمل فيه الآخر، فإن رفعت الخبر حسن حمله على اللغة التميمية، كأنك لم تذكر (ما) وكأنك قلت: زيدا أنا ضارب.
يريد أن لغة أهل الحجاز لا يصلح فيها تقديم خبر (ما) على اسمها، لأنها عاملة كـ (ليس) و(ليس) لا يجوز أن يقدم مفعول خبرها على اسمها، و(ما) هي مشبهة بـ (ليس) في عملها، فإذا كان هذا لا يجوز في (ليس) فهو في (ما) أبعد.
وأما بنو تميم فإنهم لا يعلمون (ما) ويجعلون ما بعدها مرفوعا بالابتداء، ويكون الكلام بمنزلة جملة لم يدخل عليها حرف نفي. وقد يجوز قبل دخول (ما): زيدا عمرو ضارب، فكذا يجوز بعد دخولها أن تقول: ما زيدا عمرو ضارب، فيكون (عمرو) رفعا بالابتداء، و(ضارب) خبره، و(زيدا) مفعول ضارب، وقد تقدم.
وقال مزاحم العقيلي:
(وقالوا تعرفْها المنازل من مِنى ... وما كلَّ منْ وافَى مِنى أنا عارف)
1 / 33