(قَلَى دينَهُ واهْتاجَ للشَّوقِ إِنَّها ... على الشَّوقِ إخْوانَ العَزاءِ هَيوجُ)
تراءت: تعرضت لأن يراها، ودومة: موضع معروف وهي دومة الجندل، والتجر: جمع تاجر، والحجيج: الحجاج، وقوله: تجر عنده؛ يريد أن الموضع الذي هو فيه ينزله التجار والحجاج، قلى دينه: أبغضه.
وأراد أن الراهب من شأنه في دينه أن النساء حرام عليه، فلو رأى هذه المرأة لأبغض الترهب، وأحب مواصلتها، واشتاق إلى الغزل وإلى محادثة النساء واللعب معهن. و(على الشوق) في صلة هيوج، وهيوج: تهيج الشوق عليهم. يقال: هيجته على كذا، إذا بعثته على فعله. يعني أن رؤيتها تدعو من رآها إلى الاشتياق إليها.
والشاهد في البيت إنه نصب (إخوان) العزاء بـ (هيوج). وإخوان العزاء: الذين قد تعزوا عن الدنيا وملاذها، وعزفت نفوسهم عنها، فإذا رأوا هذه المرأة ذهب عزاؤهم عن الدنيا واحبوا مواصلتها.
حذف عامل المنصوب لدلالة بعض الكلام عليه
قال سيبويه بعد ذكره في الباب أشياء من المنصوبات قد حذفت عواملها، لدلالة بعض الكلام عليها: أتته يا فلان أمرا قاصدا. كأنك
1 / 14