ثم قال: يا بلوقيا إن دوابنا لا تستقر مع الإنسان ولكن اركب فرسي هذا، قال: فحمله على فرس مجلل مبرقع، وقال ملك الجان:
يا بلوقيا إذا انتهيت إلى أقصى عمالي على ساحل البحر فإنك ستلقى قبة ومسلحة لي فيهما شيخ وشاب فسلم الفرس إليهما وامض أنت راشدا .
قال: فركب بلوقيا الفرس حتى انتهى إلى المسلحة فسلم على الشيخ والشاب ونزل ورد الفرس إليهما وكان قد خرج من عند ملكهم وقت صلاة الغداة وبلغ إليها نصف النهار، فقال له الشيخ: يا بلوقيا متى فارقت الملك؟ قال: فارقته وقت صلاة الغداة، قال: ما أسرع ما جئت أتعبت فرسنا، قال: فقال بلوقيا: ما رفعت عليه يدا ولا حركت عليه رجلا ولا سرت به سيرا شديدا، قال: فلم نراك جئت الساعة؟ قال:
عسى جئت خمس فراسخ أقل أو أكثر، قال: فنزعوا عنه السرج واللجام والبرقع والحل فإذا الفرس ينصب عرقا وإذا له جناحان قد استرخيا من شدة الطيران والإعياء، فقالوا: يا بلوقيا: جئت اليوم مسيرة عشرين ومائة سنة وذلك أن الفرس أحس بثقلك وعرق فطار بك بين السماء والأرض حول الدنيا دون تأن وأنت لا تعلم ونحن الجان نكون أخف منكم فمن أجل ذلك عرق الفرس، قال بلوقيا: هذا هو العجب ما ظننت أن يكون مثل هذا؟ قالا: يا بلوقيا عجائب الله أكثر من ذلك، قال: ثم سلم عليهم بلوقيا وركب البحر ومضى.
فبينا هو في مسيرة يسيرة إذا هو بملك إحدى يديه بالمشرق والأخرى بالمغرب وهو يقول: لا إله إلا الله محمد رسول الله.
قال: فسلم عليه بلوقيا، فقال له الملك: من أنت يا أيها الخلق المخلوق؟ قال: أنا بلوقيا وأنا من بني إسرائيل وإسرائيل من ولد آدم عليه السلام فمن أنت أيها الملك وما اسمك؟ قال الملك: اسمي ترحبابيل، وأنا
Bogga 148