8-
وروي أن أبرويز بن هرمز المعروف بكسرى- وهو ابن شيرويه- كان في منزله ليلا، فنام على مركبه ، وطال حتى ثقل فمال، وخاف من وراءه من قواده سقوطه، فأتاه رجل منهم فأيقظه فانتبه مذعورا لرؤيا رآها قطعها عليه الموقظ، قال: رأيت كأني عرضت على الله عز وجل فقال لي: غيرتم فغير ما بكم، سلم ما بيدك إلى صاحب الهراوة.
قال: ثم لم يزالوا يتوقعون حادثة حتى كتب النعمان بن المنذر بظهور رسول الله صلى الله عليه وسلم وما يدعو إليه.
9-
وفي بعض الكتب: أن كتاب النعمان بن المنذر ورد بذلك في يوم كان كسرى خاليا فيه بلذته ولهوه، وأمرهم أن لا ينهوا إليه خبرا يسوءه، ولا يوصلوا إليه كتابا من أحد أعماله ليأمن على سروره، فبينا هو كذلك إذ سمع صوت البريد فسأل عنه فقالوا: كتاب عامل السواد، فتعلق قلبه به، وقال لهم: ما أرى إلا تعلق قلبي بما ورد به، حتى أعلمه أعظم علي مما أنا فيه، فأوصلوا الكتاب إليه فقرأه فإذا العامل يخبره فيه (8) - قوله: «وروي أن أبرويز بن هرمز» :
ذكر الماوردي قصته وقصة كتاب النعمان بن المنذر الآتية بعده في الباب السابع عشر من أعلام نبوته صلى الله عليه وسلم فيما هجست به النفوس من إلهام العقول بنبوته صلى الله عليه وسلم بلفظ مختصر، وقال المسعودي في مروج الذهب [1/ 228- 289] : وفي أيام أبرويز كانت حوادث تنذر بالنبوة وتبشر بالرسالة، وأنفذ أبرويز عبد المسيح بن بقيلة الغساني إلى سطيح الكاهن فأخبروه برؤيا الموبذان، وارتجاج الإيوان وغير ذلك من أخبار فيض وادي السماوة، وما كان من بحيرة ساوة.
وانظر أخبار أبرويز كسرى والنعمان مبسوطة في: تاريخ الطبري [2/ 176- 212] .
Bogga 134