226

Sharafka Mustafa

شرف المصطفى

Daabacaha

دار البشائر الإسلامية - مكة

Lambarka Daabacaadda

الأولى - 1424 هـ

80-

وقال بعضهم: خلق الله عز وجل نور محمد صلى الله عليه وسلم قبل أن يخلق الأشياء بتسعة آلاف سنة، فجعل النور يطوف بالقدرة، فإذا بلغ الموضع الذي أمره بالسجود سجد فبقي في سجوده مائة سنة وهو يقول: سبحان العالم الذي لا يجهل، سبحان الحليم الذي لا يعجل، سبحان الجواد الذي لا يبخل، فلما أراد الباري جل جلاله خلق الأشياء، خلق من نور محمد صلى الله عليه وسلم جوهرا، وخلق من الجوهر ماء عذبا وجعل فيها البركة، وكان يموج ألف سنة لا يستقى، ثم قسم نور محمد صلى الله عليه وسلم بعشرة أجزاء، فخلق من الجزء الأول العرش، ومن الجزء الثاني القلم، ومن الثالث اللوح، ومن الرابع القمر، ومن الخامس الشمس، ومن السادس الكواكب، ومن السابع الملائكة، ومن الثامن نور المؤمن، ومن التاسع الكرسي، ومن العاشر محمدا صلى الله عليه وسلم، ورفع لإبراهيم عليه السلام فقال: لم أر خليقة أحسن من هذه الخليقة ولا أمة أنور من هذه الأمة ... فمن هذا؟ فنودي: هذا محمد حبيبي لا حبيب لي من خلقي غيره، اخترت ذكره قبل أن أخلق السماوات والأرض وأنا مخرجه من صلبك، فأخبر إبراهيم سارة بتعظيم نوره وبهائه، فلم تزل سارة متوقعة لذلك حتى حملت هاجر بإسماعيل، فلما حملت هاجر اغتمت سارة، فلما وضعت أدركتها الغيرة حتى بشرها الله تعالى بإسحاق على لسان إبراهيم صلوات الله عليه، فلما دنت وفاة إبراهيم عليه السلام جمع بنيه وهم يومئذ ستة ودعا بتابوت آدم عليه السلام ففتحه فقال: انظروا إلى هذه التابوت فنظروا فرأوا في التابوت بيوتا بأعداد الأنبياء كلهم، وآخر البيوت بيت محمد صلى الله عليه وسلم من ياقوتة حمراء فإذا هو قائم فيه يصلي عن يمينه الكهل المطيع- وهو أبو بكر الصديق-، على جبينه مكتوب: هذا أول من يتبعه من أمته من المؤمنين، وعن يساره الفاروق، مكتوب على جبهته: قرن من حديد لا تأخذه في الله لومة

Bogga 312