يَتَّصلُ (١) بطاعةٍ، أوَ قُربةٍ، وكانَ يقولُ للرجلِ إذا جزاه خيرًا: جُزيتَ خيرًا، وقل ما يقولُ: جزاكَ اللهُ خَيرًا، إعظامًا للاسم أن يُمتَهَنَ في غيرِ قُرْبَةٍ، أو عِبادةٍ.
ومما يجبُ أنْ يُراعَى في الأدعِيَةِ، الإعرابُ الذِي هو عماد الكلامِ، وِبهِ يستقيم المعنى، وِبعَدَمِه يَخْتلُّ، ويَفْسُدُ، وربما انْقلبَ المعنَى باللَّحنِ حتى يصيرَ كالكُفْرِ، إنْ اعتَقَدَهُ صاحبُهُ. كدُعاءِ مَنْ دَعَا، أو قراءَةِ من قرأ: (إياكَ نَعْبُدُ وإياك نستعين) بِتَخْفِيْفِ اليَاءِ من إياك، فإن الأيَا ضياءُ الشمس، فيصيرُ كأنهُ يقولُ شَمْسَكَ نَعْبد. وهذا كفرٌ.
وأخبرَني محمد بنُ بحرٍ (٢) الزُّهَني، قال: حدثَني الشاهُ بنُ الحَسَن قالَ: قالَ: أبو عثمانَ المازني لبعضِ تلامِذَتِهِ: عَلَيْكَ بالنحوِ؛ فإن بني إسرائيل كفَرَت بحرفٍ ثقيلٍ خَفَّفُوهُ، قال
_________
(١) سقطت كلمة "يتصل" من (م).
(٢) في (م): "يحيى" بدل "بحر" وفي (ظ) "الذهني" بالدال. وكلاهما تحريف.
وفي المصادر معجم الأدباء ١٨/ ٣١ والوافي بالوفيات ٢/ ٢٤٣.
محمد بن بحر الرهني، أبو الحسن، وكان عالمًا بالأنساب وأخبار الناس، شيعي المذهب غاليًا فيه.
والرهني -بالراء المهملة والنون- منسوب إلى "رُهنة" من أرض كرمان. وجاء في لسان الميزان اسمه محمد بن بحر بن سهل، روى عنه الخطابي في غرائب الحديث، مات قبل الثلاثين والثلاثمائة.
ولا يفوتني أن أذكر هنا أنه وقع -في اللسان- تحريف شنيع في مذهبه وقريته.
فقال: "شيخ من شيوخ السنة"، "وسكن بعض قرى كومابة".
1 / 19