Shamail Muhammadiyya
الشمائل المحمدية والخصائل المصطفوية
Daabacaha
دار إحياء التراث العربي
Lambarka Daabacaadda
-
Goobta Daabacaadda
بيروت
Noocyada
Taariikhda Nebiga
يكن له خدم فلم يجدوه فقالوا لامرأته: أين صاحبك؟ فقالت «١»: انطلق يستعذب لنا الماء فلم يلبثوا أن جاء أبو الهيثم بقربة يزعبها «٢» فوضعها، ثم جاء يلتزم «٣» النبي ﷺ ويفديه بأبيه وأمّه، ثم انطلق بهم إلى حديقته فبسط لهم بساطا، ثم انطلق إلى نخلة فجاء بقنو «٤» فوضعه، فقال النبي ﷺ:
أفلا تنقّيت لنا من رطبه؟ فقال يا رسول الله إني أردت أن تختاروا أو تخيروا من رطبه وبسره «٥»، فأكلوا وشربوا من ذلك الماء. فقال ﷺ هذا والذي نفسي بيده من النعيم الذي تسألونا عنه يوم القيامة! ظل بارد، ورطب طيّب، وماء بارد. فانطلق أبو الهيثم ليصنع لهم طعاما فقال النبي ﷺ: لا تذبحنّا لنا ذات درّ، فذبح لهم عناقا أو جديا، فأتاهم بها، فأكلوا، فقال ﷺ:
هل لك خادم؟ قال لا. قال: فإذا أتانا سبي فأتنا؛ فأتى ﷺ برأسين معهما ثالث. فأتاه أبو الهيثم فقال النبي ﷺ: اختر منهما. فقال يا رسول الله اختر لي، فقال النبي ﷺ: إن المستشار مؤتمن، خذ هذا، فإنّي رأيته يصلي، واستوص به معروفا، فانطلق أبو الهيثم الى امرأته فأخبرها بقول رسول الله ﷺ فقالت امرأته: ما أنت ببالغ حقّ ما قال فيه النبي ﷺ إلّا بأن تعتقه، قال فهو عتيق، فقال ﷺ: إن الله لم يبعث نبيا ولا خليفة إلّا وله بطانتان: بطانة تأمره بالمعروف وتنهاه عن المنكر «٦»، وبطانة لا تألوه خبالا «٧»، ومن يوق بطانة السوء فقد وقي «٨»» «٩» .
(١) في رواية مسلم فقالت زوجته (مرحبا وأهلا) . (٢) يزعبها: زعب القربة إذا ملأها وقيل حملها ممتلئة. (٣) أي يعانق النبي ﷺ. (٤) القنو: عنقود البلح (٥) البسرة: ثمر النخل قبل أن يرطب والبسرة واحدة البسرة. (٦) البطانة: خاصة الرجل الذي يبطنون أمره، ويخصهم بمزيد التقريب، ويسمى به الواحد والجمع. (٧) أي لا تقصر في إفساده والخبال الفساد، والألو التقصير. (٨) وقي أي حفظه. (٩) وأخرجه الترمذي في الزهد برقم ٢٣٧٠ وأصحاب السنن.
1 / 210