Shama'il al-Rasul
شمائل الرسول صلى الله عليه وآله وسلم
Daabacaha
دار القمة
Lambarka Daabacaadda
-
Goobta Daabacaadda
الإسكندرية
Noocyada
المنزلة من عنده وأعظمها- بعد القرآن الكريم- التوراة والإنجيل.
الفائدة الثانية:
لم يتعبد الله ﷾ هذه الأمة وحدها بالإيمان بخاتم النبيين ﷺ، بل تعبد الله ﵎ أهل التوراة والإنجيل بالإيمان به ﷺ بصفته واسمه ونعته، والدليل على ذلك أنّ ذكره ﷺ قد جاء في كتبهم وفرض عليهم أن يؤمنوا بما أنزل من عند الله على وجه التفصيل ويتفرع عليه أن من كفر بالنبي ﷺ من أهل الكتاب فقد كفر أولا بالكتاب الذي أنزل على نبيه.
الفائدة الثالثة:
جواز أن ينسب التحليل والتحريم والأمر والنهي إليه ﷺ، من جهة أنه مبلغ الشرع عن الله ﷾ سواء بالقرآن أو السنة. ورد في الآية الكريمة:
وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّباتِ [الأعراف: ١٥٧] .
الفائدة الرابعة:
فصاحة القرآن العظيم وبلاغته إذ قسّمت المهام، التي يضطلع بها النبي ﷺ إلى ثلاثة جوانب كلية بألفاظ قليلة جامعة مانعة وهي:
أ- جانب دعوى:
يتمثل في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
ويتفرع عليه أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من أركان هذا الدين، حيث ذكره الله- ﵎ كأول مهام النبي ﷺ، ويتفرع عليه أيضا بيان شرف من يقوم بهذه المهمة من عموم المسلمين حيث هي وظيفة الأنبياء.
ب- جانب تشريعي:
يتمثل في التحليل والتحريم، ونأخذ من الآية قاعدة أصولية عظيمة تنسحب على كل أمر لم يأت فيه نص، وهي: كل أمر اجتمع أهل الاختصاص من المسلمين أنه طيب لا ضرر منه فهو حلال، وكلّ أمر اجتمعوا على أنه ضار مفسد للصحة أو للعقل والمال ولا نفع فيه فهو حرام ولا يحتاج الفتوى بحل القسم الأول أو تحريم القسم الثاني إلى دليل خاص من الشرع، بل يكفي هذا الدليل العام وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّباتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبائِثَ [الأعراف: ١٥٧] فالدخان مثلا نقطع أنه حرام ويأثم شاربه، لاجتماع أهل الاختصاص كلهم جميعا على ضرره البالغ الذي لا يقاربه النفع المتوهّم من شربه.
ج- جانب اجتماعي:
ويتمثل في التخفيف عن الأمة تلك التكاليف التي كانت تشق على الأمم السابقة.
ويؤخذ من هذا الجانب أن هذه الشريعة التي جاء بها النبي ﷺ ليس فيها أبدا ما يشق على الأمة أو يسبب لها العنت والحرج، وأن كل أصول وفروع هذه الشريعة قائمة
1 / 79