Shama'il al-Rasul
شمائل الرسول صلى الله عليه وآله وسلم
Daabacaha
دار القمة
Lambarka Daabacaadda
-
Goobta Daabacaadda
الإسكندرية
Noocyada
قال الشيخ السعدي- ﵀: (قال كثير من المفسرين: إن هذا خاص بالواهبات له أن يرجي من يشاء، ويؤوي من يشاء، أي إن شاء قبل من وهبت نفسها له وإن شاء لم يقبلها) «١» .
وهذا هو وجه المسارعة في إرضائه ﷺ والذي قصدته أم المؤمنين عائشة- ﵂. ونلحظ في حديث أم المؤمنين- ﵂ بعض الأمور منها:
١- مدى غيرة عائشة- ﵂ على النبي ﷺ وهي غيرة تدل على فرط حبها له ﷺ، قال الحافظ ابن حجر- ﵀: (حمل عائشة على هذا التقبيح الغيرة التي طبعت عليها النساء، وإلا فقد علمت أن الله أباح لنبيه ذلك، وأن جميع النساء لو ملّكن له رقّهن لكان قليلا» «٢» .
وتدبر أخي القارئ هذه الجملة الأخيرة من كلامه- ﵀ لتعلم كيف عرف العلماء قدر النبي ﷺ فبلغوا الغاية المستطاعة في إجلاله وتوقيره، ولا يوفيه قدره إلا الله ﷾.
٢- دلال عائشة- ﵂ على النبي ﷺ، حيث قالت له: «ما أرى ربك إلا يسارع في هواك» . قال الحافظ ابن حجر- ﵀: «هذا القول أبرزه الدلال والغيرة، وهو من نوع قولها في حديث الإفك: ما أحمدكما ولا أحمد إلا الله. وإلا فإضافة الهوى إلى النبي ﷺ لا يحمل على ظاهره؛ لأنه لا ينطق عن الهوى ولا يقول الهوى، ولو قالت: (إلى مرضاتك) لكان أليق، ولكن الغيرة يغتفر لأجلها إطلاق مثل ذلك» «٣» .
٣- في الحديث دليل على أن اللائي وهبن أنفسهن للنبي ﷺ كثيرات لما ورد في الحديث: «كنت أغار من اللاتي وهبن أنفسهن»، ولكن هناك خلاف بين العلماء هل تزوج النبي ﷺ منهن أم لا؟
الفائدة الثانية:
لم يكن واجبا على النبي ﷺ شرعا ولا عقلا- قبول كل من وهبت نفسها للنبي ﷺ، ولكن الله- ﵎ أخبرنا أن قبول النبي ﷺ بالزواج بالمرأة الواهبة نفسها أمر يردّ إلى مشيئته، قال تعالى: إِنْ أَرادَ النَّبِيُّ أَنْ يَسْتَنْكِحَها [الأحزاب: ٥٠] .
الفائدة الثالثة:
عظيم قدر النبي ﷺ في نظر النساء وتمني الزواج منه ﷺ، ولو تنازلن
(١) انظر تفسير السعدى (١/ ٦٦٩) .
(٢) انظر فتح الباري (٩/ ١٦٥) .
(٣) انظر فتح الباري (٩/ ١٦٥) .
1 / 315