191

Shama'il al-Rasul

شمائل الرسول صلى الله عليه وآله وسلم

Daabacaha

دار القمة

Lambarka Daabacaadda

-

Goobta Daabacaadda

الإسكندرية

Noocyada

من الشرب، وقد ذكرت في حديث أنس مع أهل الصفة، أنه يجوز أن يشرب ويأكل المسلم حتى الامتلاء مما يعلم أن فيه البركة. الفائدة الثالثة: حرص النبي ﷺ أن يرى أصحابه ﵃ فضل الله ﷿ في كل شيء، وأن يوصلهم دائما بخالقهم، وأن يعلموا أن مسبب هذه المعجزات الظاهرات هو الله وحده، لقوله ﷺ: «البركة من الله» . ٢٠- حب الصم الشامخات له ﷺ: الحديث الأول: عن أنس بن مالك ﵁ يقول: خرجت مع رسول الله ﷺ إلى خيبر أخدمه فلمّا قدم النّبيّ ﷺ راجعا وبدا له أحد قال: هذا جبل يحبّنا «١» . الحديث الثاني: عن أنس بن مالك ﵁ قال: صعد النّبيّ ﷺ إلى أحد ومعه أبو بكر وعمر وعثمان فرجف بهم فضربه برجله قال: «اثبت أحد؛ فما عليك إلّا نبيّ أو صدّيق أو شهيدان» «٢» . بعض فوائد الحديثين: الفائدة الأولى: في الشمائل النبوية: ١- إن كان عجيبا أن يحب النبيّ ﷺ ما فيه روح مما لا يعقل، كالشجر الذي كان يعرفه ويسلم عليه، وجذع النخلة التي تشتاق إليه ﷺ وتبكي لفراقه، فالأعجب حقّا، أن يحب النبيّ ﷺ ما ليس فيه روح ولا عقل، شيء إن نظرت إليه ظننت أنه لا يعقل ولا يسمع ولا يرى، ولكنه في الحقيقة يحب، مما يستدعي أن يكون له إحساس، إنه جبل أحد الذي أحب النبي ﷺ. وقد رجح الإمام ابن حجر- ﵀ أن حب النبي ﷺ لأحد وحب الجبل له هو على حقيقته فقد قال ما نصه: «الحب من الجانبين على حقيقته وظاهره، وقد خاطبه ﷺ مخاطبة من يعقل فقال لما اضطرب: اسكن أحد»، وقد نقل- ﵀ عن السهيلي سبب حب النبي ﷺ للجبل ما نصه: «كان ﷺ يحب الفأل الحسن والاسم الحسن ولا اسم أحسن من اسم مشتق من الأحدية» «٣» .

(١) رواه البخاري، كتاب: الجهاد، باب: فضل الخدمة في الغزو، برقم (٢٨٨٩) . (٢) رواه البخاري، كتاب: المناقب، باب: مناقب عمر بن الخطاب ...، برقم (٣٦٨٦) . (٣) انظر فتح الباري (٧/ ٣٧٨) .

1 / 196