188

Shama'il al-Rasul

شمائل الرسول صلى الله عليه وآله وسلم

Daabacaha

دار القمة

Lambarka Daabacaadda

-

Goobta Daabacaadda

الإسكندرية

Noocyada

بعض فوائد الحديث: الفائدة الأولى: في الشمائل النبوية: ١- جمال وجهه ﷺ لقول أنس ﵁: (كان رسول الله ﷺ أزهر اللون)، ومعناه الأبيض المستنير، وهي أحسن الألوان، ذكره ابن حجر «١» . وجمال وجهه ﷺ دلت عليه أحاديث كثيرة، منها ما (رواه البخاري)، عن أبي إسحاق قال: سئل البراء أكان وجه النبي ﷺ مثل السيف؟ قال: لا بل مثل القمر، كما ورد في حديث الثلاثة الذين خلفوا في الصحيحين: (وكان رسول الله ﷺ إذ سرّ استنار وجهه حتى كأنه قطعة قمر)، ولم يحرمه الله ﷾، من هذا الجمال في الوجه، حتى يوم موته فعند البخاري من حديث أنس بن مالك: (فكشف النبي ﷺ ستر الحجرة ينظر إلينا وهو قائم كأنه وجهه ورقة مصحف) . ويتفرع عليه، أن حسن الوجه وجماله، شيء محمود في المرء، يشكر العبد ربّه عليه. ٢- جمال عرقه: لقول أنس: (كأن عرقه اللؤلؤ)، فهذا وصف جمال شكل العرق فهو كاللؤلؤ في الصفاء والبياض، وورد في حديث الإفك عند البخاري من حديث عائشة «٢»: حتى إنه ليتحدر منه مثل الجمان من العرق، والجمان حبات اللؤلؤ، أما عن جمال الرائحة، فيقول أنس: (ولا شممت مسكة ولا عنبرة أطيب من رائحة رسول الله ﷺ . قال ابن حجر: الأول معروف، والثاني طيب معمول من أخلاط يجمعها الزعفران وقيل: هو الزعفران نفسه. انتهى «٣» . والدليل أن عرقه ﷺ أطيب وأجمل رائحة من كل أنواع العطر، أن الصحابة كانوا يخلطون عرقه بطيبهم، فقد روى مسلم، عن أم سليم أن النبي كان يأتيها فيقيل عندها فتبسط له نطعا فيقيل عليه وكان كثير العرق، فكانت تجمع عرقه فتجعله في الطيب والقوارير، فقال النبي ﷺ: «يا أم سليم، ما هذا؟» قالت: عرقك أدوف به طيبي. ومعنى أدوف به طيبي، أي أخلطه به، وأظن أنها كانت تفعل ذلك ليزداد الطيب طيبا على طيبه، بخلاف البركة التي تحل به. وتأمل أخي القارئ كم يصرف أصحاب المناصب والوجاهة من أموال لتكون لهم

(١) انظر فتح الباري (٦/ ٥٧٣) . (٢) رواه البخاري، كتاب تفسير القرآن، باب: لَوْلا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِناتُ ... [النور: ١٢]، برقم (٤٧٥٠) . (٣) انظر فتح الباري (٦/ ٥٧٧) .

1 / 193