174

سهام الإسلام

سهام الإسلام

Daabacaha

الشركة الوطنية للنشر والتوزيع (مطبعة أحمد زبانة)

Lambarka Daabacaadda

الأولى

Sanadka Daabacaadda

١٤٠٠ هـ - ١٩٨٠ م

Goobta Daabacaadda

الجزائر

Noocyada

من مات في أيام حرب التحرير الجزائرية، من أجل تحرير الوطن من قبضة المستعمرين في عصرنا الحاضر، بل رأينا البعض من هؤلاء المجاهدين - بالقول لا بالفعل - من تصدى بكليته لمحاربة هذا الدين، الذي ادعى أنه كان من المجاهدين في سبيله، فصارت كلمة المجاهد تعطى - أو تغتصب لتعطى - إلى من هو من المحاربين له، لا من أجله، ليأخذ نصيبه من الغنيمة، وعند الله يوم القيامة يتضح كل شيء، ويظهر تزويرهم وسيجدون جزاءهم بل عقابهم ينتظرهم وسيغرمون ما غنموه في الدني بالكذب والبهتان والخداع. فالإسلام لم يأمر المسلمين بأن يحاربوا عدوهم من أجل قطعة من التراب أو من الحجر أو من الشجر وكسب الدنيا الخ فهذا أمرت به ودعت إليه الأنفة والغيرة والغضب للأوطان المحتلة من طرف الغاصبين لها، بل أمر الإسلام بالحرب من أجل العقيدة وحرية العبادة لله وحده. لهذا لم يعترف الرسول ﷺ حسبما جاء في سؤال السائل - بمن كان يقاتل لإظهار شجاعته، أو ليتحدث الناس بشجاعته وببلائه في الحرب، أو ليعرف له الناس مكانته فيحترموه ويعظموه، كل هذا لا يجعله يتحلى بحلية "المجاهد" أو لينال ما أعده الله في الدار الآخرة للمجاهدين في سبيل رفع دينه وإعزازه وبلوغهم الدرجات العلى ونزولهم منازل الكرامة والتكريم.

1 / 181