Geedka Dheenta
شجرة الدر: قصة تاريخية
Noocyada
1 - أنت أعلى عينا يا مولاتي. - وامرأة على العرش كشجرة الدر - يحكم باسمها ويصون حجابها أمير مثل عز الدين - خير حكما، أم صبي وجارية ووزير رافضي لا حكم له؟ - أنت أحكم سياسة يا مولاتي وأسد رأيا، وإن للمستعصم علينا ولاء التطوع لا ولاء التابع، فإن شئت يا مولاتي رددت رسوله بلا جواب! - صبرك يا أيبك، فما يطيب لي أن أشق عصا الطاعة على الخليفة وأجاهر بالعصيان له، فهل تراه يعني حقيقة الحكم أو مظهره حين يشترط الرجولة؟ فإني لأستطيع أن أترضاه فأجعل له على العرش واحدا من أمرائي ويبقى في يدي السلطان والصولجان.
غص أيبك بريقه ولم يجد جوابا، واستطردت شجرة الدر في صوت خافت كأنما تتحدث إلى نفسها: ولكن امرأة الملك الصالح لا يجمل بها أن يكون لها شريك في الحكم تخلو إليه للرأي والمشورة، إلا بعين الله وعلى دين ومروءة.
2
ورفع أيبك إليها عينيه، فكأن لم يرها من قبل ولم يستمع إلى نبر حديثها؛ ورأى بإزائه امرأة في الشباب ذات جمال وفتنة، ولم تكن من قبل إلا ملكة ذات مهابة.
واختلج ووجد في صوته حبسة وفي أطرافه خدرا، فلم يستطع إلا أن يهتف: «مولاتي ...» ثم أمسك.
قالت شجرة الدر: قد فهمت ما تعنيه يا عز الدين، ولكن لك امرأة وولدا!
وانحلت عقدة لسانه، فقال في طلاقة: هل هي وولدها يا مولاتي إلا جارية من جواريك ذات ولد؟
قالت باسمة: أشريك في الحكم وشريكة في الزوج؟
فاندفع متحمسا: بل لك الحكم والزوج والولاء كله يا سيدتي! - وتطلقها يا أيبك؟ - وأطلقها فلا تمت إلي بسبب ولا وشيجة!
3 - وتهجر دارها فلا تراها ولا تراك ولا تتحدث إلى ولدها حديثا ولا يتحدث إليك؟ - وأقطعها قطيعة بائنة فليس بيني وبينها آصرة، لأخلص لشجرة الدر فليس لغيرها في القلب مكان ولا في النفس ذكرى!
Bog aan la aqoon