Geedka Dheenta
شجرة الدر: قصة تاريخية
Noocyada
على أن بقية من الحفاظ
8
والمروءة كان تحفزهم أحيانا إلى ألوان من البطولة والنجدة تذكر ببعض ما كان لهؤلاء الجند أيام عز دولتهم من المجد والكرامة؛ وقد جاءهم كتاب شجرة الدر فلم يسعهم أن يتخلوا عن تقاليد الفروسية المجيدة التي ناشدتهم إياها، فهبوا لنجدة الأسيرين الكريمين في قلعة سنجار.
وكان الملك الصالح نجم الدين قد بلغ منه القلق مبلغه، لا يدري أين ينتهي به الأمر وقد أغلقت من دونه أبواب هذه القلعة؛ على أن شر ما كان يخشاه أن يفطن آسره إلى مكان شجرة الدر، فيقتادها إلى الموصل حيث كانت قبل أن تأوي إلى كنفه، ويثأر ثأرين من عدوه نجم الدين!
9
ومضى نجم الدين يجوس خلال القلعة قلقا حيران، فإذا جماعة من صحابته في الأسر قد تحلقوا حول شيخ مكفوف البصر يستمعون إليه خاشعين مستغرقين في الفكر، فلم ينتبهوا إلى موقف الأمير منهم على مقربة.
ذلك أبو زهرة المنجم، وكان قد خرج في ركب الأمير يقصد مصر، فاقتيد أسيرا مع الأسرى، وأولئك أصحاب الأمير يستمعون إلى ما يحدثهم به من أنباء الغيب؛ ليصرفهم ذلك عن بعض ما يلقون من الضيق والقلق والملال.
ووجد الأمير في حديثه ما يصرفه عن بعض ما يلقى، فدعاه إلى خلوته وجلس يستمع إليه.
وكان جند الخوارزمية يقتربون من القلعة وقد سبقهم الغبار؛ فأسرعت شجرة الدر إلى الأمير تنبئه النبأ، ورأت أبا زهرة في مجلس الأمير فقالت ضاحكة: لعل المنجم يا مولاي قد سبق إليك بالبشرى!
فرفع الأمير إليها رأسه وقال في لهفة: ما وراءك يا شجرة الدر؟
Bog aan la aqoon