Geed Ku Baxaya Brooklyn

Nawal Sacdawi d. 1442 AH
147

Geed Ku Baxaya Brooklyn

شجرة تنمو في بروكلين

Noocyada

4

بشدة، وكان الجواد وضيعا في معاملته للعم ويلي فليتمان، والجواد يعرف الطريق ويقف من تلقاء نفسه عند كل مكان يوزع فيه اللبن، وقد اعتاد أن يستأنف المسير بمجرد أن يركب فليتمان العربة، ثم أصبح أخيرا يستأنف المسير لحظة نزول فليتمان ليوزع اللبن، ويخب الجواد مسرعا؛ مما كان يضطر فليتمان في كثير من الأحيان أن يجري خلفه مسافة لا يستهان بها ليلحق به.

ومن عادة فليتمان أنه يوزع اللبن وقت الظهيرة، ويعود إلى البيت لتناول الغداء، ثم يأخذ الجواد والعربة إلى الحظيرة حيث يقتضيه الأمر أن يغسل درامر والعربة، ولهذا الجواد حيلة وضيعة، إذ كثيرا ما يبول على فليتمان وهو يغسل ما تحت بطنه، وكان الزملاء الآخرون يقفون هناك ينتظرون حتى يفعل الجواد فعلته، فيستمتعون بلحظات سعيدة من الضحك، ولم يكن فليتمان يتحمل ذلك فتعود أن يغسل الجواد أمام بيته، وكل ذلك يحدث على ما يرام في الصيف، ولكنه شيء قاس على الجواد في الشتاء، وكثيرا ما تهبط إيفي في أيام البرد القارسة، وتخبر ويلي بأنه من الوضاعة أن يغسل درامر في الجو البارد وبالماء البارد أيضا، وكأنما كان الجواد يعرف أن إيفي تتكلم من أجله فيصهل مسترحما، وهي تجادل زوجها، ويضع رأسه على كتفها.

وأخذ درامر في يوم بارد زمام الأمور في يديه، أو كما قالت الخالة إيفي بين قدميه، واستمعت فرانسي في بهجة، على حين راحت الخالة إيفي تحكي القصة لأسرة نولان، وما من أحد يستطيع أن يحكي قصة كما تحكيها إيفي، إنها تمثل كل أجزائها حتى ما يخص الجواد، وتشرح على نحو مسل فكه ما تظن أنه يدور في نفس كل فرد في ذلك الوقت، وقد حدثت القصة على هذا النحو كما وصفت إيفي:

كان ويلي يقف في الشارع يغسل الجواد المنتفض بالماء البارد والصابون الأصفر الخشن، وإيفي تقف في النافذة تراقبه، ومال ويلي تحت الجواد يغسل بطنه، وشد الجواد عضلاته، وظن فليتمان أن الجود سيبول عليه مرة أخرى، وكان ذلك فوق احتمال الرجل الضئيل التافه المضنى، فانسحب من تحت الجواد ولطمه على بطنه، ورفع الجواد رجلا ورفس ويلي في رأسه بعزم، وتدحرج فليتمان تحت الجواد ورقد فاقد الوعي.

ونزلت إيفي مسرعة، وصهل الجواد في سعادة حين رآها، لكنها لم تعره اهتماما، ولما نظر من فوق كتفه ورأى إيفي وهي تحاول أن تجر فليتمان من تحته بدأ يمشي، وربما أراد أن يساعد إيفي بأن يجر العربة بعيدا عن الرجل الفاقد الوعي، أو ربما أراد أن يختم فعلته ويجر العربة فوقه، وصاحت إيفي قائلة: «وي! قف حيث أنت» وتوقف درامر في الوقت المناسب تماما.

وذهب صبي إلى رجل من رجال الشرطة انطلق ليحضر رجال الإسعاف، ولم يستطع طبيب الإسعاف أن يكتشف ما إذا كان فليتمان قد أصيب بكسر في الجمجمة أم ارتجاج بالمخ، وحمله إلى مستشفى جرينبوينت.

وهكذا اقتضى الأمر أن يعاد الجواد والعربة المملوءة بزجاجات اللبن الفارغة إلى الحظيرة، ولم تكن إيفي قد قادت جوادا قط، ولكن ذلك لم يكن سببا في أنها لا تستطيع، ولبست معطفا من معاطف زوجها القديمة ولفت وشاحا حول رأسها، وصعدت إلى المقعد والتقطت العنان وصاحت: «اذهب إلى البيت يا درامر»، وأدار الجواد رأسه إلى الخلف ليصوب إليها نظرة حب، ثم بدأ يخطو في سعادة.

ومن حسن التوفيق أن الجواد يعرف الطريق، فلم تكن إيفي تعرف شيئا عن مكان الحظيرة، لكنه كان جوادا ذكيا، يتوقف عند كل تقاطع، وينتظر حتى تنظر إيفي في طول الشارع المتقاطع وعرضه، فإذا وجدته خاليا تقول «هيا يا فتى»، وإذا ما رأت عربة أخرى قادمة، فإنها تقول «انتظر لحظة يا فتى»، ووصلا على ذلك النحو إلى الحظيرة دون أن يحدث لهما مكروه، ودخل الجواد في فخر إلى مكانه المعتاد من الصف، ودهش السائقون الآخرون وهم يغسلون عرباتهم حين رأوا امرأة تقوم بدور السائق، وأحدثوا ضجة واضطرابا في المكان، حتى إن رئيس الحظيرة جاء مهرولا، وأخبرته إيفي بما حدث.

وقال الرئيس: توقعت أن يحدث هذا، فإن فليتمان لم يحب الجواد قط، وكذلك كان الجواد، حسنا! إن علينا أن نستخدم رجلا آخر.

Bog aan la aqoon