96

Bisha Malabka

شهر العسل

Noocyada

وقالت زوجة الصديق الأول متضاحكة: ونحن ألا نستحق القتل أيضا؟

فقال الرجل بخشونة: نطقت بالحق يا سيدتي! - حقا؟! - أنسيت الحب الذي ألف بيننا في الصبا؟

ولأول مرة تغير الجو. تجهمت الوجوه في ذهول، وصاح الصديق الأول غاضبا: أفقدت عقلك وذوقك؟!

فقال الرجل بتحد: لا مفر من الحقيقة مهما طال الزمن، كان حبنا حقيقة ولكن تصادف أنك كنت ابن خالتها، فقيل إنك أولى بها ، وإذا بالحقيقة تنهار وتستسلم! - مجنون، وضح لنا ما غمض من أمرك. - انهارت واستسلمت، لم تقاوم، ثم استسلمت مرة أخرى فيما بعد، ها أنا أصارحك بأننا - أنا وهي - اشتركنا في خيانتك زهاء خمسة أعوام!

انتتر الصديق الأول واقفا، هم بالانقضاض على الرجل، ولكن الرجل أخرج مسدسه من جيبه، سدده نحوه، ثم أطلق النار، فخر الصديق صريعا وسط هدير من الصراخ. حتى الخادم العجوز صرخ، وصاح الرجل ويده بالمسدس ترعش: ليلزم كل مكانه!

انكبت الزوجة فوق زوجها مجهشة في البكاء فتساءل ساخرا: لم تبكين؟ تزوجته على رغمك وخنته بإرادتك، ما أقبح الدموع الجارية في أخاديد وجهك، أتودين اللحاق به؟

فصاحت في غضب: مجرم .. مجرم ...

ولكن رصاصة استقرت في رقبتها قبل أن تكمل كلامها، فتهاوت إلى جانب جثة زوجها مضرجة في دمائها. حملقت فيه الأعين في فزع أخرس، فقال: أشهد أن القتل أكبر تحد لقضبان الحياة ...

فقال الصديق الآخر بصوت سائب لا ضابط له: ماذا دهاك أيها الصديق الكريم؟ .. أنسيت أننا جئنا للاحتفال بعيد ميلادك؟!

فقال مستردا ذاكرته من صدى الحدث: أنت أيضا لم تقتل ولم تقتل ...

Bog aan la aqoon