فأجاب بنبرات باكية: إنهم يريدون الوليد. - ماذا يريدون منه؟
فقال الرجل الأول: نريد أن ننقذ الدنيا من شره!
فصاحت الدادة: مجانين .. مجانين .. انظري إلى أعينهم!
فحرك الرجل مسدسه مهددا وقال: سنطلق النار لدى أي حماقة ترتكب!
فقالت الحماة مخاطبة الزوج: لعلهم بعض مدمني المخدرات من أصحابك؟!
فرفع الزوج يده إلى موضع اللكمة وتأوه، فقالت الحماة وهي تزداد قسوة: أو لعلهم بعض أعدائك الذين تسيء إليهم في نزواتك لندفع نحن الثمن!
واقترب الرجل الأول من العجوز فألقى على الوليد نظرة وقال بحقد: وقعت، أخيرا وقعت، سنريح العالم من شرك!
ووثب الزوج كالمجنون، ولكنه عولج بلكمات كالمطر، فتهاوى فوق مقعده. وبسرعة فائقة أجلس الرجال المسلحون الآخرين على مقاعد متقاربة، فأوثقوا أيديهم وكمموا أفواههم، ثم وقفوا صفا واحدا، وقال أولهم للعجوز: ضع الشيطان الصغير فوق الخوان.
ثم قال لرجاله: لدى ابتعاد عمنا أطلقوا النار على الشيطان!
تحرك العجوز في صمت خانق، بين أعين محدقة. وفجأة انتفض الوليد في لفافته فأزاحها وتجرد عاريا. وبسرعة مذهلة طار كالفراشة، انقض على الرجال الأربعة، فلكم كلا منهم لكمة بقبضته الصغيرة، ثم رجع فاستقر فوق يدي العجوز. وقع ذلك بسرعة كسرعة الضوء، ذهل الرجال الأربعة وتجمدوا، سقطت المسدسات من أيديهم، تقوضت قاماتهم فتهاووا على الأرض لا حراك بهم. وخيم الصمت والجمود والرهبة؛ خيم الصمت والجمود والرهبة حتى تحرك العجوز بالوليد فوضعه على الخوان، وراح يحل أوثقة الرجال والنساء، ثم مضى بالوليد إلى حضن أمه، فلما رجع وجد الجميع واقفين في ذهول، يتبادلون النظرات، ثم يركزونها فوق الرجال الراقدين بلا حراك. - ما هذا؟! - أحق ما رأينا؟ - أهو سحر؟ - أنحن نيام؟ - الوليد! .. أحق أنه هو؟ - لولا وجود الرجال الأربعة لمضى الحدث حلما من الأحلام. - إنه حقيقة، حقيقة مخيفة. - لنسأل الله اللطف بعقولنا.
Bog aan la aqoon