Caanaha Haweenka ee Adduunka Islaamka
شهيرات النساء في العالم الإسلامي
Noocyada
هبت عاصفة من عواصف الاضطراب في نفس السيدة خديجة على أثر حلم رأته ذات ليلة؛ فقد رأت فيما يراه النائم شمسا عظيمة تهبط إلى منزلها من سماء مكة فيغمر ضوءها ما يحيط المنزل من أماكن وبقاع.
قامت من نومها مضطربة هائجة وسارعت نحو دار ابن عمها «ورقة بن نوفل» وقد كان حبرا عالما بتأويل الأحلام وتعبير الرؤيا، وما كادت تفضي إليه بقصة رؤياها حتى أخبرها ووجهه يتهلل بشرا أن تلك الأنوار علامة مجيء خاتم النبيين ودخولها المنزل، أي دار بنت عمه خديجة دليل على أنها تتزوج منه.
للقارئ أن يتصور مبلغ التأثرات النفسية التي تملكت ذلك القلب النقي الطاهر.
أصبح خاتم الأنبياء بعد هذه الحادثة محور آمالها ومحط أفكارها، بدأت تفكر في حلمها الجميل وتنتظر بكل ما أوتيت من صبر وجلد هذا النبي العظيم. وبينما نساء قريش مجتمعات في عيد لهن بالكعبة الشريفة إذ تمثل لهن رجل من اليهود فلما قرب نادى بأعلى صوته : يا نساء أهل مكة، قد قرب ظهور خاتم النبيين، فمن منكن ستكون زوجته؟
فكذبنه ورمينه بالحصى، وكانت بينهن خديجة فلم ترمه كما فعلن، إنما ظلت في مكانها واجمة لا تستطيع حركة من كثرة ما انتابها من ضربات القلب.
رأت ما عملته النساء الأخريات فاجتهدت أن تملك روعها؛ إذ كانت ترتعد ويرقص قلبها الطاهر وهي تفكر في آمالها وأحلامها.
هل أدرك النسوة اضطراب أمنا السيدة خديجة، وهن ترمين الرجل بالحصى؟ إنها لبشارة عظمى، أحلتها من نفسها العالية مكان الإجلال، إنها لبشارة كبرى رأت العالم من ورائها في طوفان من الأنوار والأشواق.
الفصل الثاني
لمحمد بن عبد الله، أمين قريش وفخر الكائنات منزلة سامية في نفس عمه أبي طالب، تفوق مكانة أولاده الذين من صلبه، كان يجالسه ويؤاكله ويأنس به كل الأنس.
وهما في مجلس من تلك المجالس ومعهما عتيقة أخت أبي طالب وعمة النبي وقد فرغوا من طعام العشاء، فقام الأمين إلى شأن من شئونه وإذا بعمه يلتفت إلى أخته يقول لها مدفوعا بعوامل الإعجاب والتقدير: لقد شب محمد وصار رجلا وآن له أن يتأهل، فماذا ترين في ذلك؟
Bog aan la aqoon