Caanaha Haweenka ee Adduunka Islaamka

Cabdul Caziiz Aamiin Al-Khanji d. 1450 AH
185

Caanaha Haweenka ee Adduunka Islaamka

شهيرات النساء في العالم الإسلامي

Noocyada

كان لا يقبل نصيحة إنسان، ويفهم الذين حوله بكل حركاته وأطواره أنه في غنى عنهم وعن مشورتهم وما يقدمونه من مناصرة ومعاضدة.

أصبح الآن يتضايق حتى من نفوذ حماه القائد غالب، وقد تمكن أيضا من إبعاده كما أبعد المصحفي من قبل.

هنا في هذا الموقف لم يبق بينه وبين أن يعيش حر التصرف كما يشاء ويهوى إلا ظل شخص واحد، ذلك الظل هو الأميرة صبيحة.

نعم، أصبح لا يهتم كثيرا بما لها من نفوذ ولا يعبأ بسيطرتها، ففكر في أن يتخلص من نفوذ هذا الظل أيضا وسعى باحثا عن الوسائل المؤدية لدفعه دفعا حثيثا إلى أن توفق إلى هذه الغاية أيضا وتكللت مساعيه بالنجاح.

إنه كان مضطرا إلى التظاهر بالاحترام والخضوع لولية نعمته، ولكن نظرات الأميرة كانت تتخلل ما وراء هذه المظاهر من حقيقة مؤلمة فتشعر بما يخالف هذا الاحترام من فتور واضح، قضي الأمر فليس ثمت داع لإعادة الماضي بذكرياته العذبة وخواطره اللذيذة أمام أبهة الحاضر!

لم يكن المنصور من أولئك الذين يتأثرون بالذكريات الماضية من أيام صباهم وأزمان لهوهم، إن الوقائع لتمر به تاركة أثرا خفيفا في حياته، إنها لأسطر مكتوبة على الرمال تعبث بنظامها أخف الرياح هبوبا؛ فلذلك أمر بأن يقرأ اسمه في خطب الجمعة مع اسم الخليفة، غير مكترث لنقد الناس وما تلوكه ألسنتهم.

صار الناس يقرءون اسمه على النقود ويشاهدون توقيعه في ذيل الأوامر والقرارات.

ولكن ألم يعمل على راحة الشعب وطمأنينته؟ أليس هو الساعي في نصب ميزان العدل في ربوع الأندلس، فلا نستكثر عليه إذن طموحه إلى لقب «الملك الكريم» بعد أن كان حاجبا.

الأمة لا تنسى خدماته ومآثره فلا تستغرب سكوتها الآن إزاء هذه المظاهر الجديدة، أما الخليفة هشام فكان في هذا الوقت العصيب منزويا في مجاهل القصر، بعيدا عن أضواء السياسة وضجيج الإدارة، منقادا لهواه مخربا أيام شبابه بلا نفع ولا جدوى.

قد تمر عليه فترات يحلو له فيها التجرد عن الماديات والغوص في لجج الروحانيات فيزهد رؤية الناس كثيرا وينكمش منزويا لمدة طويلة، هذا هو الخليفة هشام بن صبيحة، وعلى هذا الطراز كان يقضي أيام حياته.

Bog aan la aqoon