354

Dhagdheeraha Dahabka

شذرات الذهب - ابن العماد

Tifaftire

محمود الأرناؤوط

Daabacaha

دار ابن كثير

Lambarka Daabacaadda

الأولى

Sanadka Daabacaadda

١٤٠٦ هـ - ١٩٨٦ م

Goobta Daabacaadda

دمشق - بيروت

أبيها يوم بدر الأبيات [١] وقال النبيّ ﷺ: «لو سمعت شعرها قبل أن أقتله لما قتلته» [٢] . واستدلّ بهذا القول الصحيح أنّ النبيّ ﷺ كان له أن يجتهد في الأحكام.
وكانت الثّريّا موصوفة بارعة الجمال، وتزوّجها سهيل بن عبد الرّحمن بن عوف، ونقلها إلى مصر، وفيهما يقول عمر بن عبد الله بن أبي ربيعة:
أيّها المنكح الثّريّا سهيلا ... عمرك الله كيف يلتقيان

[١] وهي:
يا راكبا إنّ الأثيل مظنّة ... من صبح خامسة وأنت موفّق
أبلغ بها ميتا بأنّ تحيّة ... ما إن تزال بها النّجائب تخفق
مني إليه وعبرة مسفوحة ... جادت بواكفها وأخرى تحنق
هل يسمعنّ النّضر إن ناديته ... أم كيف يسمع ميّت لا ينطق
أمحمّد ولأنت ضنء كريمة ... في قومها والفحل مخل معرق
ما كان ضرّك لو مننت وربما ... من الفتى وهو المغيظ المحنق
أو كنت قابل فدية فلينفقن ... بأعزّ ما يغلو به ما ينفق
فالنّضر أقرب من أسرت قرابة ... وأحقّهم إن كان عتق يعتق
ظلّت سيوف بني أبيه تنوشه ... لله أرحام هناك تشفّق
صبرا يقاد إلى المنيّة متعبا ... رسف المقيّد وهو عان موثق
قلت: قال ابن إسحاق في «السيرة» طبعة السقا، والأبياري، والشلبي: قتيلة بنت الحارث أخت النضر، وفي «الإصابة» لابن حجر (١٣/ ٩٥)، و«شرح أبيات المغني» للبغدادي (٥/ ٥٤) قتيلة بنت النّضر.
[٢] قال الحافظ ابن حجر في «الإصابة» بعد أن سرد الأبيات: فلما بلغ رسول الله ﵌ ذلك بكى حتى اخضلّت لحيته، وقال: «لو بلغني شعرها قبل أن أقتله ما قتلته» - وهو ما ذكره المؤلف ابن العماد-، وأضاف: قال أبو عمر: هذا لفظ عبد الله بن إدريس، وفي رواية الزّبير بن بكار: فرق رسول الله ﵌ حتى دمعت عيناه، وقال لأبي بكر: يا أبا بكر، لو سمعت شعرها لم أقتل أباها، وقال الزّبير: سمعت بعض أهل العلم يغمز هذه الأبيات، ويقول: إنها مصنوعة. قلت (القائل ابن حجر): ولم أر التصريح بإسلامها، لكن إن كانت عاشت إلى الفتح فهي من جملة الصحابيات، ورأيت في آخر كتاب «البيان» للجاحظ أن اسمها ليلى، وذكر أنها جذبت رداء النبيّ ﵌ وهو يطوف.

1 / 366