العالم العابد الخاشع المتواضع المشفق على خلق الله المتخلق بأخلاق الله وعظ الناس ستين سنة فى الجامع السنقرى «3» وغيره وكان له مناصب عالية ومراتب شامخة «4» يعظمه الملوك ويهابه القضاة ويقدمه المشايخ ويتوسل اليه الأكابر قد جمع بين خلوة الباطن وجلوة الظاهر وحلاوة الكلام وجزالة المعنى والجواب المرتجل عند سؤال كل سائل فى كل معنى لا يبالى عمن «5» حضر اوغاب ولا بمن مدح اوعاب مفوضا امره الى الله محتسبا ما عنده فى سبيل الله له الفراسة الصادقة والولاية الظاهرة والكرامات البالغة قد حضرت (ورق 148) مجلسه الشريف مرارا كثيرة* وكان خالي من جهة ابي «6» فأجلسنى على بعض درجات منبره العالى بمحضر من المشايخ والموالى وقال انه در يتيم من اصداف الأشراف وخلف كريم لأولئك الأسلاف يريدان يشتغل بوظائف آبائه فى ابلاغ كلام الله وخبر انبيائه فساعدوه بالدعاء والهمة واستمدوا له من صلحاء الأمة فنلت من ميامن تربيته وتقويته ما ارجو بركته فى الدارين، توفى فى سنة ... وسبعمائة «1» * ودفن في بقعته عند ابيه ومما كتب لى بخطه:

بالجد يعلو الفتى والا ... فليس يغنى اب وجد

وليس يجدى عليك كد ... ان كان يكدى عليك جد

رحمة الله عليهم.

250 - القاضى جمال الدين ابو بكر بن يوسف المصرى «2»

Bogga 354