Shacir Andalusi
شاعر أندلسي وجائزة عالمية
Noocyada
جوان رامون خيمنيز - مقرة
حريق الغاب
الناقوس الهائل:
ثلاث دقات. أربع دقات ... حريق!
تركنا مائدة العشاء، وصعدنا الدرج الضيق وفي صدورنا ضيق، وعلينا غاشية من الصمت المجهود، إلى السطوح.
صاحت (أنيلا) وقد سبقتنا إلى رأس السلم قبل انتهائنا إليه: إنها في حقول لوسينا!
دنج. دونج ... دنج. دونج. سمعنا الناقوس يجلو دقاته، ويجيلها في أسماعنا ويرن أو يرين بها عل صدورنا، وخرجنا إلى الطريق، يا للغوث!
ما أعظم! ما أهول! إنه حريق جسيم!
وعلى مدى النظر من أفق الصقور يتأجج اللهيب المكبوح كأنه طلاء من القار والسيلقون، أشبه شيء بصورة السباق من عمل (بيير دي كوسيم) حيث ترتسم النيران سوداء، حمراء، بيضاء. تسطع حينا، وتتورد حينا، وتعود أحيانا في شحوب الهلال الوليد.
سماء أغسطس عالية هادئة، والنار فيها تلوح كأنها عنصر من عناصرها الدائمة، وفي جانب منها يسري شهاب ثاقب ثم يهوي فوق مونجاس. وليس من حولي أحد. وحيد!
Bog aan la aqoon