Shacir Andalusi
شاعر أندلسي وجائزة عالمية
Noocyada
إنها قريبة منا، لا يحيط بها حائط من حولها، وكأنها البلد الوحيد في كل بلد، يستهوينا إليه وحيه الشعري من سكينته المغردة بطيورها، أدنى إلى معترك الحياة من الحدائق والموانئ والمتاحف، تخرج الطفلة الصغيرة فتعبر بها من دارها إلى جوارها، وتتلبث هنالك هنيهة تلاعب عروسها، أو ترمق الفراشة التي تتطاير أمامها، وتنعكس صلبان الشواهد على زجاج النوافذ من حولها، فيجتمع البيت والضريح في ظل واحد، ويطير العصفور من شاهد القبر إلى نافذة الدار، آمنا أمان الطفلة الصغيرة في المقبرة.
يا له من نصر! هنا ينتصر به الجمال على الموت، ويا له من مثل مطمئن بين أمثلة شتى من العجلة والقلق فيما يليه!
أيتها الوردة طاب رياها.
أيها الماء ساغ شرابه.
أيها الحلم نعمت به أعين الحالمين.
ما أحرى الموتى أن تستريح بينك يا هضاب نيويورك، مطمئنة إلى الحياة الأبدية بين عوارض هذه الحياة اليومية!
مدريد
ما أقربها من الروح!
ما أقرب البعيد! البعيد، الذي لا يزال بعيدا من الأيدي، قريبا من الروح.
كأنه ضياء من كوكب سحيق.
Bog aan la aqoon