Sermons of the Companions by Omar Al-Muqbel

Omar Al-Moqbel d. Unknown
77

Sermons of the Companions by Omar Al-Muqbel

مواعظ الصحابة لعمر المقبل

Daabacaha

مكتبة دار المنهاج للنشر والتوزيع

Lambarka Daabacaadda

الأولى

Sanadka Daabacaadda

١٤٣٥ هـ

Goobta Daabacaadda

الرياض - المملكة العربية السعودية

Noocyada

الماء العكر! ولا تسمح -أيضًا -بتضخيم الأخطاء، ولا ترضى بنقل الخصومة الشخصيَّة وجعلها خصومةً دينيَّةً. إنَّها موعظةٌ في الصدق والتجرُّد، يطبِّقها أصحاب النفوس الكبيرة. وهذا الموقف من سعدٍ ﵁ يذكِّرنا بموقفٍ مشابهٍ للإمام أحمد بن حنبلٍ ﵀، فقد كان أحد المحدِّثين يقع فيه (١)، فدخل عليه مرةً بعض طلبة الحديث، فقال: من أين أقبلتم؟ قلنا: من مجلس فلانٍ، فقال: اكتبوا عنه؛ فإنَّه شيخٌ صالحٌ، فقلنا: إنَّه يطعن عليك! فقال: «فأيُّ شيءٌ حيلتي؟! شيخٌ صالحٌ قد بُلِي بي» (٢)! إنَّه نفس المبدأ؛ فالإمام أحمد -مثل سعدٍ ﵁ لا يرضى بنقل الخلاف الشخصيِّ وجعله خلافًا دينيًّا يوالي عليه ويعادي عليه، بل يجعل الاختلاف الذي مردُّه وجهة نظرٍ، أو ربَّما حسدٌ، أو غير ذلك من الأسباب، يجعله في خانةٍ، والاختلاف الذي سببه دينيٌّ وشرعيٌّ في خانةٍ أخرى. وهذه المسألة -في الحقيقة -ممَّا تختلط فيها الأوراق عند بعض الفضلاء من المحسوبين على العلم والدعوة -فضلًا عمَّن سواهم -وهو فقدٌ لميزان الإنصاف والعدل، فما أعزَّ الإنصاف مع الخصوم ومع عموم من نختلف معهم والله المستعان! • ومن مواعظه ﵁ ما أوصى به ابنه قائلًا (٣): «يا بُنيَّ، إذا أردتَّ أن تصلِّي فأحسن الوضوء، وصلِّ صلاةً ترى أنَّك

(١) هو: محمد بن العلاء، أبو كريب ﵀. (٢) سير أعلام النبلاء (١١/ ٣١٧). (٣) الزهد؛ لأحمد بن حنبل (١٤٩).

1 / 82